الآية، قال: بكى حتى ارتفع نحيبه ثم رفع رأسه إلى السماء فقال: "يا زر أمّن على دعائي" ثم (١) قال: "اللهم إني أسألك إخبات المخبتين، وإخلاص المؤمنين، وموافقة الأبرار، واستحقاق حقائق الإيمان، ووجوب رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل برّ، والسلامة من كل إثم، والفوز بالجنة، والخلاص من النار، يا زر إذا ختمت القرآن فادعُ بهؤلاء الدعوات، فإن حبيبي رسول الله أمرني أن أدعو بهن عند ختم القرآن" (٢).
وعن أبي زكريا الفراء قال: إن الأنصار جمعوا نفقة فأتوا بها إلى رسول الله وقالوا: إن الله قد هدانا بك وأنت ابن أختنا فاستعن بهذه النفقة على بيوتك، فلم يقبلها النبي -عليه السلام-، فأنزل الله ﴿قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾ (٣) أي في قرابتي من قريش.
وعن أبي مالك قال: لم يكن فخذ من قريش إلا للنبي -عليه السلام- (٤) فيهم قرابة فقال: "إن لم تبايعوني على ما آتيكم به فاحفظوا قرابتي فيكم " (٥)، قيل: سئل ابن عباس عن هذه الآية فقال سعيد بن جبير: القربى آل محمَّد، فقال ابن عباس: أعجلت، إن رسول الله (٦) لم يكن بطن] (٧) من قريش إلا كان له فيهم قرابة، فقال: أن لا تصلوا بيني وبينكم من القرابة (٨).
﴿يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ﴾ يصيره غير سامع ولا قائل للوحي، والواو في

(١) (ثم) من "أ" "ي".
(٢) ذكره في كنز العمال (٢/ ١٥٣) وقال الذهبي في الميزان (٣/ ١٠٨): هذا خبر منكر عزاه في "الدر المنثور" (١٣/ ١٤٣) لابن النجار في تاريخه.
(٣) ذكره الفراء في معانيه (٣/ ٢٢)، وانظر تخريج الأحاديث والآثار (٣/ ٢٣٩) وقال: غريب.
(٤) (السلام) ليست في "ي"، وفي "ب": (النبي - ﷺ -).
(٥) ابن سعد (١/ ٢٤)، والحاكم (٢/ ٤٤٤)، والبيهقي في الدلائل (١/ ١٨٥) عن الشعبي.
(٦) في "ب": (رسول الله - ﷺ -).
(٧) هنا ينتهي السقط الكبير من نسخة "أ".
(٨) ابن جرير (٢٠/ ٤٩٥)، والطبراني في الكبير (١٣٠٢٦).


الصفحة التالية
Icon