﴿آسَفُونَا﴾ أغضبونا (١).
﴿وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا﴾ أي وضع آية ومعجزة وقد سبق القول في كيفية جدال قريش وكيفية الرد عليهم.
عن أبي أمامة قال: قال رسول الله (٢): "ما ضلّ قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدال" (٣) ثم تلا ﴿مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ﴾.
وعن عكرمة عن ابن عباس قال: إن كان ما يقول أبو هريرة حقًا فهو عيسى ابن مريم (٤) ﴿وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا﴾ قال سفيان: يقول أبو هريرة حقًا أقروه مني السلام عني في الحديث نزول عيسى ابن مريم وقتل الدجال في آخر الزمان، ولكان يجوز أن يقول الضمير عائد إلى عيسى ابن مريم قبلما رفع إلى السماء فإنه لم يُبعث إلا في آخر الزمان، ولكان يجوز أن يقول الضمير عائد إلى القرآن أو إلى نبينا -عليه السلام- (٥) والقول عند قوله: ﴿وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ﴾ مضمر يدل عليه قوله: ﴿وَاتَّبِعُونِ﴾.
﴿بِصِحَافٍ﴾ جمع صحْفَة وهي كالقصعة المسطحة ﴿وَأَكْوَابٍ﴾ جمع كوب وهو القدح الذي لا عروة له ﴿وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ﴾ تستطيب.
﴿لَا يُفَتَّرُ﴾ لا يحدث الفتور فيه (٦).

(١) قاله ابن عباس - رضي الله عنه -. أخرجه الطبري في تفسيره (٢٠/ ٦١٧) وابن أبي حاتم (١٠/ ٣٢٨٤).
(٢) في "ب": (النبي - ﷺ -).
(٣) الترمذي (٣٢٥٣)، وابن ماجه (٤٨)، وأحمد (٥/ ٢٩٢، ٢٥٦)، والطبراني في الكبير (٨٠٦٧)، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (١٣٥، ١٣٦)، والحاكم (٢/ ٤٨٦)، والبيهقي في الشعب (٨٤٣٨) والحديث حسن.
(٤) عبد الرزاق الصنعاني في تفسيره (٣/ ١٩٩)، وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (٤٧/ ٤٨٧).
(٥) (السلام) ليست في "ي".
(٦) أي لا يخفف عنهم العذاب. كذا قال الطبري (٢٠/ ٦٤٧) وأصل الفتور الضعف.


الصفحة التالية
Icon