خلت من رمضان، والقرآن لأربع وعشرين مضت من رمضان (١).
وعن ابن عباس: نزل القرآن جملة واحدة إلى بيت العزة في السماء الدنيا ثم كانت تنزل بعد كيف ما شاء الله (٢) وذلك قوله: ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (٧٥)﴾ [الواقعة: ٧٥].
﴿أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا﴾ نصب على أنه حال للمنزل أي أنزلناه أمرًا من عندنا (٣).
﴿بِدُخَانٍ﴾ وهي آية منتظرة (٤) من الآيات العشر.
وعن ابن أبي مليكة قال: دخلت على ابن عباس فقال: لم أنم هذه الليلة، فقلت (٥): لمَ؟ قال: طلع الكوكب ذو الذنب فخشيت أن يطرق الدخان. وسلوني عن سورة "البقرة" وعن سورة "يوسف" فإني قرأت القرآن وأنا صغير (٦).
وعن مسروق قال: جاء رجل إلى عبد الله بن مسعود قال: إن قاصًّا يقص يقول يخرج من الأرض الدخان فيأخذ بمسامع الكفار ويأخذ المؤمن كهيئة الزكام، قال: فغضب وكان متكئًا فجلس ثم قال: إذا سئل أحدكم عما يعلم فليقل به، وإذا سئل عما لا يعلم فليقل: الله أعلم [فإن من علم الرجل إذا سئل عما لا يعلم أن يقول: الله أعلم] (٧) وإن الله قال لنبيه:
(٢) عزاه السيوطي في الدر (١٣/ ٢٤٨) لابن مردويه.
(٣) نصب "أمرًا" على أنه حال هو قول الأخفش نقله عنه الزجاج في معانيه. وجوّز الزجاج أن يكون منصوبًا بـ"يفرق"، أي أنه مفعول له، وهو قول الفراء، ذكره في معانيه. وذهب الزمخشري إلى أنه منصوب على الاختصاص.
[معاني القرآن للزجاج (٤/ ٤٢٤)، معاني القرآن للفراء (٣/ ٣٩)، الكشاف (٣/ ٥٠٠)].
(٤) في "ب": (مسطرة).
(٥) (فقلت) ليست في "ب".
(٦) عبد الرزاق في تفسيره (٢/ ٢٠٦)، والحاكم (٤/ ٤٥٩).
(٧) ما بين [...]، من "ب" "ي".