﴿إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ﴾ اتباعهم الظن عبادتهم على قضية أوهامهم واتباعهم أهواء أنفسهم استباحتهم على قضية شهواتهم ﴿وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى﴾ القرآن والرسول فلزمهم الإيمان بالقرآن والرسول.
﴿أَمْ﴾ مرتبة على ألف الاستفهام ﴿لِلْإِنْسَانِ﴾ الكافر ﴿مَا تَمَنَّى﴾ شفاعة الملائكة بغير إذن (١) الله تعالى (٢).
﴿ذَلِكَ (٣)﴾ إشارة إلى الظن أو إلى إيثار الحياة الدنيا.
﴿لِيَجْزِيَ﴾ -عليه السلام- قوله: ﴿فَأَعْرِضْ﴾ أو قوله: ﴿لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ﴾ تقديره: لم يكن لله ما في السموات وما في الأرض إلا (٤) ﴿لِيَجْزِيَ﴾.
وعن ابن عباس قال: ﴿اللَّمَمَ﴾ ما بين حد الدنيا والآخرة (٥)، وسئل ابن عباس عن ﴿اللَّمَمَ﴾ فقال (٦): إني لم (٧) أرَ شيئًا أشبه من قول أبي هريرة - رضي الله عنه - (٨): "كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، ورنا اليد البطش، ورنا الرجلين المشي، وزنا اللسان المنطق، والنفس تهم (٩) وتمني ويصدق ذلك الفرج ويكذبه" (١٠). ولو شاء الله لم يذكر اللمم بالاستثناء ولكنه أحبّ ترجية المذنبين من المؤمنين.

(١) في الأصل: (بإذن).
(٢) (تعالى) من الأصل.
(٣) (ذلك) من "ي".
(٤) (إلا) من "ي" "أ".
(٥) أخرجه الطبري في تفسيره عن ابن عباس - رضي الله عنهما - (٢٢/ ٦٧)، والبغوي في الجعديات (٢٧٢).
(٦) في "ب": (قال).
(٧) (لم) ليست في الأصل.
(٨) (رضي الله عنه) من الأصل.
(٩) في الأصل و"أ": (هم).
(١٠) البخاري (٦٦١٢)، ومسلم (٢٦٥٧)، والطبري (٢٢/ ٦٢) وغيرهم.


الصفحة التالية
Icon