رسول الله (١) أما ترين إلى وجه النبي -عليه السلام- (٢)؟! تريد أنه يوحى إليه، فما تحولت عنه إلى جانب آخر حتى نزل جبريل -عليه السلام- بآية الظهار (٣)، فجعله تحريمًا مؤقتًا بالتكفير أو شبه امرأته بظهر أمه أو بطنها أو فخذها أو فرجها أو قال: رقبتك أو رأسك أو فرجك يكون ظهارًا، ولا يجوز الظهار من الذمي والأمة لا تدخل في الظهار.
وفي قوله: ﴿ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا﴾ [أربعة أقوال:
أحدها: اللام بمعنى من؛ أي مما قالوا كقوله: ﴿اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ﴾ [الأنبياء: ١].
والثاني: ﴿ثُمَّ يَعُودُونَ﴾] (٤) إلى إبطال أو رفع أو استدراك ما ﴿قَالُوا﴾ (٥).
والثالث: المراد بالعود الندامة والسلام بمعنى على؛ أي يندمون على ما قالوا.
والرابع: على التقديم والتأخير تقديره: (والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا) وقد أخطأ من فسر العود بتكرار لفظة الظهار؛ لأنه لم يرد فيه توقيف، ولا هو من قضية اللغة، ولفظ "ثم" يدل على تأخر (٦) العود عن الظهار بزمان؛ فإن مسَّها قبل الكفارة فعليه الكفارة لما روي أن سلمة بن صخر جاء إلى النبي -عليه السلام- (٧) فقال: تظاهرت من امرأتي فرأيتها في ليلة قمراء فأعجبت
(٢) (السلام) ليست في "ي".
(٣) أسباب نزول هذه الآية متفقة على ذلك ولكن تفاصيل الروايات تختلف. وانظر: الطبري (٢٢/ ٤٤٦)، و"الدر المنثور" للسيوطى (١٤/ ٢٩٨ - ٣٠٩).
(٤) ما بين [...] ليس في الأصل.
(٥) أي أن اللام في قوله "لما قالوا" بمعنى إلى؛ قاله الأخفش، نقله عنه القرطبي في تفسيره (١٧/ ٢٨٢).
(٦) في الأصل: (تأخير).
(٧) (السلام) ليست في "ي".