يطلع عليه إلا الله لم يرض الله له ثوابًا دون الجنة" (١). والها المتصلة بياء المتكلم هاآت التنفس.
﴿يَا لَيْتَهَا﴾ أي النفخة، يقول: يا ليتها نفخة [إماتة ولم تكن نفخة] (٢) بعث.
﴿ذَرْعُهَا﴾ مقدارها، و (الذرع): التقدير بالذراع. عن ابن عباس: ما أدري ما (٣) ﴿غِسْلِينٍ﴾. وذكر أحمد بن فارس وأبو عبيد الهروي: أن ﴿غِسْلِينٍ﴾ ما ينغسل من أبدان الكفار من النار؛ وهو الصديد المضاف إلى الزقوم ليكون طعامًا واحدًا، كالمن والسلوى (٤).
﴿فَلَا أُقْسِمُ﴾ القسم (٥) بالمحسوس والمعقول، والمراد خالقهما.
﴿إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (٤٠)﴾ وهو جبريل -عليه السلام- من كونه أول نفس نطقت بالقرآن (٦) وصدرت حروفه من صدرها.
﴿تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٤٣)﴾ لأنه أنشأه إياه قولًا من غير فعل، ثم ألقاه في مسامع جبريل -عليه السلام- (٧).
﴿وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا﴾ يعني محمد -عليه السلام-، وقيل: جبريل.
قال أحمد بن فارس: ﴿الْوَتِينَ﴾ عرق يسقي القلب (٨)، وقيل: الوتين:

(١) رواه أبو سعيد النقاش -المتوفى ٤١٤ هـ - في فوائد العراقيين (١/ ٩٥) عن سهل بن سعد الساعدي مرفوعًا.
(٢) ما بين [...] ليست في الأصل.
(٣) ذكره السيوطي في "الدر" (١٤/ ٦٨١) وعزاه لابن أبي حاتم.
(٤) قاله في اللسان (١١/ ٤٩٥ - غسل) وزاد: إن الياء والنون مزيدة فهي من الغَسل كما زيدت في عفرين، ونقل ذلك عن ابن قتيبة.
(٥) (القسم) ليست في "أ".
(٦) في الأصل: (نطقت به القرآن).
(٧) (السلام) ليست في "ي".
(٨) انظر محتار الصحاح (١/ ٢٩٥ - وتن)، ولسان العرب (١٣/ ٤٤٢ - وتن)، والنهاية (٥/ ١٤٩).


الصفحة التالية
Icon