و (الأداء): اسم من التّأدية، وهي التسليم (١).
و ﴿ذلِكَ:﴾ إشارة إلى حكم العقوبة (٢).
والمراد بالاعتداء (٣): الرجوع إلى القصاص (٤). ويحتمل أنّ المراد به أيّ الثلاثة: الرجوع، والامتناع من الأداء، والاتّباع بالمنكر (٥).
﴿عَذابٌ أَلِيمٌ:﴾ أي: الاقتصاص من الراجع إلى القصاص (٦)، وقيل (٧): عذاب الآخرة.
١٧٩ - ﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ:﴾ ليس المراد بالحياة منع (٨) اخترام الآجال؛ لأنّه محال لقوله تعالى: ﴿وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاّ بِإِذْنِ اللهِ﴾ [آل عمران: ١٤٥]، ولقوله: ﴿لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقالُوا لِإِخْوانِهِمْ إِذا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ﴾ الآية [آل عمران: ١٥٦]، لكنّ المراد طيب الحياة بعد الممات بالنّجاة من النار، وتهنئة الحياة في الدنيا بالأمن من الغوائل بعد القصاص، والأمن من المقدمين على سفك الدماء إذا علموا (٤١ ظ) بالقصاص، أو حياة القلب بنور الاتّقاء عن حدود الله (٩).
(أولو) (١٠): جمع لا واحد له، وتأنيثه: أولات، ومعناهما: ذوو وذوات (١١).
و (اللّبّ) من كلّ شيء خالصه (١٢)، قاله (١٣) أبو عبيد.
١٨٠ - ﴿إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ:﴾ الحالة (١٤) تعرض من أسباب الموت قبل زوال التكليف بزوال القدرة (١٥).
_________
(١) ينظر: البحر المحيط ١/ ٦٧٢.
(٢) ينظر: الكشاف ١/ ٢٢٢، والتفسير الكبير ٥/ ٥٥، والبحر المحيط ٢/ ١٧.
(٣) في الآية نفسها: فَمَنِ اِعْتَدى بَعْدَ ذلِكَ.
(٤) ينظر: معاني القرآن وإعرابه ١/ ٢٤٨، وتفسير البغوي ١/ ١٤٦، والمحرر الوجيز ١/ ٢٤٦.
(٥) ينظر: مجمع البيان ١/ ٤٩١، والتفسير الكبير ٥/ ٥٥.
(٦) ينظر: تفسير الطبري ٢/ ١٥٤، والنكت والعيون ١/ ١٩١ - ١٩٢، وتفسير البغوي ١/ ١٤٦.
(٧) ينظر: الكشاف ١/ ٢٢٢، ومجمع البيان ١/ ٤٩١، والتفسير الكبير ٥/ ٥٥.
(٨) في ب: مع، والنون ساقطة.
(٩) ينظر: تفسير الطبري ٢/ ١٥٦ - ١٥٧، والبغوي ١/ ١٤٦، والكشاف ١/ ٢٢٢ - ٢٢٣.
(١٠) في الآية نفسها: يا أُولِي الْأَلْبابِ.
(١١) ينظر: التبيان في إعراب القرآن ١/ ١٤٦، والبحر المحيط ١/ ٦٧٢، والدر المصون ٢/ ٢٥٧ - ٢٥٨.
(١٢) ينظر: التبيان في تفسير القرآن ٢/ ١٠٦، ولسان العرب ١/ ٧٢٩ (لبب).
(١٣) النسخ الأربع: قال، والصواب ما أثبت.
(١٤) في ك وع: للحالة.
(١٥) ينظر: تفسير البغوي ١/ ١٤٦، والبيان في غريب إعراب القرآن ١/ ١٤١، والبحر المحيط ٢/ ١٩.