٢٢٨ - ﴿وَالْمُطَلَّقاتُ:﴾ (المطلّقة): من التّطليق دون الإطلاق، للمبالغة في الوصف؛ لأنّ طلاقها يتأبّد (١) ويوجب حرمة، بخلاف الإطلاق المستعمل في الإرسال (٢).
و (التّربّص) بالشيء (٣): ترقّب نزول الحادثة.
وإنّما قال: ﴿قُرُوءٍ،﴾ ولم يقل: أقراء، لذكر المطلّقات، إذ كلّ مطلّقة منهنّ تتربّص ثلاثة أقراء، فتجتمع (٤) قروء كثيرة. وقيل: (من) فيه مقدّر، أي: ثلاثة من قروء (٥).
قال أبو عمرو بن العلاء: من العرب من يسمّي الحيض قرءا، ومنهم من يسمّي الطّهر قرءا، ومنهم من يجمعهما (٥٠ ظ) فيسمّي الطهر مع (٦) الحيض قرءا، غير أنّ الحيض أولى (٧) لكونه لغة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وإليه ذهب في تفسير القرء (٨) عمر وعليّ وابن مسعود وابن عمر وزيد بن ثابت وأبو الدّرداء ومعاذ وأبو موسى الأشعريّ (٩).
﴿أَنْ يَكْتُمْنَ ما خَلَقَ اللهُ فِي أَرْحامِهِنَّ:﴾ من الحيض والحبل (١٠)، وعارض بين الشرط والخبر.
﴿وَبُعُولَتُهُنَّ:﴾ والبعل: الزّوج، مثل: فحل وفحولة، ويقال للمرأة: بعلة، والمباعلة:
المباشرة (١١).
﴿أَحَقُّ:﴾ أولى (١٢).
﴿بِرَدِّهِنَّ:﴾ في حالة العدّة إلى حالة لا يعتددن (١٣)، ولا يقتضي للغير فيه حقّ لقوله: ﴿وَكانُوا أَحَقَّ بِها وَأَهْلَها﴾ [الفتح: ٢٦] في ذلك الوقت (١٤).
_________
(١) في الأصل وع: تتأبد، وهو تصحيف.
(٢) ينظر: الكشاف ١/ ٢٧٣.
(٣) ساقطة من ك. وينظر: معاني القرآن وإعرابه ١/ ٣٠١، والتبيان في تفسير القرآن ٢/ ٢٣٢، وتفسير البغوي ١/ ٢٠٢.
(٤) (أقراء فتجتمع) ساقطة من ك. وينظر: التبيان في تفسير القرآن ٢/ ٢٤٠، والبحر المحيط ٢/ ١٩٨، وتفسير البيضاوي ١/ ٥١٥.
(٥) ينظر: التبيان في تفسير القرآن ٢/ ٢٤٠، والبحر المحيط ٢/ ١٩٨.
(٦) في ب: من، وهو تحريف. وينظر: البحر المحيط ٢/ ١٨٦، وتفسير القرآن العظيم ١/ ٢٧٨.
(٧) مكانها في ك: له ولي.
(٨) بعدها في ب: عن، وهي مقحمة.
(٩) ينظر: تفسير الطبري ٢/ ٥٩٥ - ٦٠٠، والبغوي ١/ ٢٠٣، والقرطبي ٣/ ١١٣.
(١٠) ينظر: تفسير الطبري ٢/ ٦٠٧، ومعاني القرآن الكريم ١/ ١٩٦، والنكت والعيون ١/ ٢٤٤.
(١١) ينظر: مفردات ألفاظ القرآن ١٣٥ (بعل)، وتفسير القرطبي ٣/ ١١٩ - ١٢٠، والبحر المحيط ٢/ ١٨٦.
(١٢) ينظر: لسان العرب ١٠/ ٥٣ (حقق).
(١٣) ينظر: تفسير مجاهد ١/ ١٠٨، والطبري ٢/ ٦١٢ - ٦١٤، والقرطبي ٣/ ١٢٠.
(١٤) ينظر: التفسير الكبير ٦/ ٩٣.


الصفحة التالية
Icon