وعن مقاتل بن حيان: نزلت في رجل من أهل الطائف قدم المدينة، وله أولاد وأبوان وامرأة، وتوفّي (١) فدفع إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فأعطى الوصيّة الوالدين والأولاد بالمعروف، والمرأة نفقة سنة (٢).
وكان الحكم أن تسكن المرأة في بيت زوجها (٥٣ و) إن كانت من أهل المدر، وإن كانت من أهل الوبر (٣) فأن تعتزل، وإن خرجت طائعة بطلت (٤) النّفقة، فنسخت الوصيّة بالميراث، والعدّة ب‍ ﴿أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً﴾ [البقرة: ٢٣٤]، أجمعوا أنّها منسوخة وإن اختلف في النّاسخ (٥).
(وصيّة): نصب على إضمار الأمر (٦)، ورفع بالابتداء (٧).
و ﴿مَتاعاً:﴾ نصب بوقوع الوصيّة عليه، والمصدر ينصب كالفعل (٨).
﴿غَيْرَ إِخْراجٍ:﴾ من غير، نصب بانتزاع الخافض عند الفرّاء (٩)، وقيل: لا إخراجا (١٠).
وقوله: ﴿مِنْ مَعْرُوفٍ﴾ تفسير ل‍ (ما) في قوله: ﴿فِي ما.﴾
٢٤١ - ﴿وَلِلْمُطَلَّقاتِ:﴾ خبر وليس بأمر، لكنّه مستحبّ عندنا لكلّ مطلّقة (١١).
٢٤٣ - ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا:﴾ عارضة في أثناء أحكام (١٢) الشريعة، والذي أوجب إيرادها ههنا هو الأمر بالقتال بعدها ليكونوا أقدم على فريضة القتال بعد الاعتبار (١٣).
(ألم تر): ألم تنته رؤيتك إليهم، كما تقول (١٤) للطّليعة: أما ترون؟ أما تبصرون إلى موضع كذا غبارا (١٥) أو كيفية. والمراد به رؤية القلب وهو العلم (١٦) كقوله: ﴿وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ﴾ [سبأ: ٦].
_________
(١) في ع: فتوفي.
(٢) ينظر: تفسير البغوي ١/ ٢٢٢، وزاد المسير ١/ ٢٥١.
(٣) مطموسة في ك.
(٤) في ب: تطلب، وهو تصحيف.
(٥) ينظر: الناسخ والمنسوخ للمقري ٥٥ - ٥٦، ونواسخ القرآن ٩٠ - ٩٢، وقلائد الجمان ٧٣.
(٦) ينظر: معاني القرآن للفراء ١/ ١٥٦، ومعاني القرآن وإعرابه ١/ ٣٢١، ومفاتيح الأغاني ١١٧.
(٧) ينظر: مشكل إعراب القرآن ١/ ١٣٢، والبيان في غريب إعراب القرآن ١/ ١٦٣، والبحر المحيط ٢/ ٢٥٤. وقرأ بالرّفع نافع وابن كثير وأبو بكر والكسائي، وباقي السبعة بالنّصب، ينظر: السبعة ١٨٤، وحجة القراءات ١٣٨.
(٨) ينظر: معاني القرآن للأخفش ١/ ٣٧٥، ومشكل إعراب القرآن ١/ ١٣٢، والبحر المحيط ٢/ ٢٥٤.
(٩) ينظر: معاني القرآن ١/ ١٥٦.
(١٠) النسخ الثلاث: الإخراج. وهو قول الأخفش في معاني القرآن ١/ ٣٧٥، وينظر: إعراب القرآن ١/ ٣٢٣، ومشكل إعراب القرآن ١/ ١٣٢.
(١١) ينظر: بدائع الصنائع ٢/ ٣٠٣ - ٣٠٤.
(١٢) في ب: الأحكام.
(١٣) ينظر: البحر المحيط ٢/ ٢٥٨.
(١٤) في ك: يقول، وبعدها: للطائفة، بدل (للطليعة).
(١٥) في ب: أغبارا.
(١٦) ينظر: تفسير الطبري ٢/ ٧٩٣، وتفسير القرآن الكريم ١/ ٦٦٦، والمحرر الوجيز ١/ ٣٢٧.


الصفحة التالية
Icon