غير متأثّل بماله، ولا واق مالك بماله» (١).
﴿إِنَّ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤُلاً:﴾ أي: المحافظة به مسؤول عنها يوم القيامة.
٣٥ - ﴿بِالْقِسْطاسِ:﴾ بالقبان، وقال أبو عبيد الهروي: «أيّ ميزان كان». (٢)
٣٦ - ﴿لا تَقْفُ:﴾ لا تتبع (٣) يقال: قفوته أقفوه، وقفيته أقفيه، وقفته أقوفه بمعنى (٤).
الكلبي: هو أن يدّعي الإنسان علما لا يحسنه، ويكذب على سمعه وبصره وفؤاده. (٥) وقال مقاتل: يقول الله تعالى: يا ابن آدم لا ترمني بالشرك، فإنّك لا تعلم لي شريكا. وقيل: هو أن (١٨٩ ظ) يستنّ الرجل بسنة لا يعلم أسنة هي أم بدعة؟
﴿كُلُّ (٦)﴾ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً: خبر للاسم المنتصب بإنّ.
٣٧ - ﴿مَرَحاً:﴾ نشاطا وخيلاء.
﴿لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ:﴾ لن تثقبها بشدة وطئك.
﴿وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبالَ طُولاً:﴾ بأن تتعظم وتتشمخ بأنفك، وتركب رأسك. عن جابر بن عتيك (٧) عنه عليه السّلام: «من الغيرة ما يحبّ الله، ومنها ما (٨) يبغض الله: فأمّا التي يحبّها فالغيرة في الريبة، وأما التي يبغضها ففي غير ريبة، وإنّ (٩) من الخيلاء ما يبغض الله، ومنها ما يحبّ الله، فأمّا الخيلاء التي يحبّ الله فاختيال الرجل نفسه عند اللقاء، واختياله عند الصدقة، وأمّا التي يبغض الله فاختياله في البغي». وروي: «في الفخر». (١٠)
٣٩ - ﴿فَتُلْقى:﴾ من الإلقاء، ويجوز من اللقاء.
وعن ابن عباس: أنّ هذه الثماني عشر في ألواح موسى عليه السّلام كتب الله له فيها، أنزلها الله تعالى
_________
(١) أخرجه: النسائي في الصغرى ٦/ ٢٥٦، وأبو داود (٢٨٧٢)، والمعجم الصغير (٢٤٤)، وابن مردويه في جزء فيه أحاديث ابن حيان ١٧٣.
(٢) الغريبين ٥/ ١٥٤١.
(٣) ساقطة من الأصل وك وع.
(٤) ومعناه: إذا تبعت أثره واقتديت به. ينظر: النهاية ٤/ ٩٤ - ٩٥، وتفسير القرطبي ١٠/ ٢٥٨، ولسان العرب ١٥/ ١٩٧.
(٥) ذكره في تنوير المقباس ٣٠٠ بمعناه.
(٦) ك وأ: كان.
(٧) جابر بن عتيك بن النعمان بن قيس بن الحارث الأوسيّ الأنصاري، شهد بدرا والمشاهد، توفي سنة ٦١ هـ‍. ينظر: معجم الصحابة ١/ ١٣٩، وتهذيب الكمال ٤/ ٤٥٤.
(٨) أ: وأما التي.
(٩) ك: فإن.
(١٠) أخرجه: أحمد في المسند ٥/ ٤٤٦، وأبو داود في السنن (٢٦٥٩) بلفظ قريب، والنسائي في المجتبى، وسعيد بن منصور في السنن ٢/ ٢٥٢.


الصفحة التالية
Icon