صعوبتي بعد النفرة (١) والالتواء (٢)، وذلك لتوفر دواعي أهل زماننا على الجهل، وظهور رغباتهم عن العلم، الذي فيه شرف الدين والدنيا، وعز الآخرة والأولى، فقل من ترى (٣) من المتحلين بعقوده وقلائده، ومنتحلي غرره وفوائده (إلا متشبعًا (٤)، كلابس ثوبي زور) (٥)، يبرق، وبروقه غير صادقة، ويرعد وسماؤه غير وادقة، اللهم إلا نفرًا يقل عددهم عند الإحصاء، وتكثر فضائلهم على الحصر والاستقصاء، غير أنهم الأكثرون وإن قلوا، ومواضع الأنس (٦) حيث حلوا؛ لأن العلم وإن أصبح في الناس مجفوًّا (٧)، وأظهروا عنه نفرة ونُبوًّا (٨)،

(١) (النفرة): فيها طمس في (أ).
(٢) في (ج): (والأرتاء).
(٣) في (ب): (نرى): بالنون.
(٤) المتشبع: المتزين بأكثر مما عنده بالباطل، كالذي يظهر أنه شبعان وليس كذلك. انظر: "غريب الحديث" لأبي عبيد ١/ ٣٤٦، "الصحاح" (شبع) ٣/ ١٢٣٤، "اللسان" ٤/ ٢١٨٧.
(٥) ورد نحوه في حديث، أخرج البخاري بسنده عن أسماء بنت أبي بكر أن امرأة قالت: يا رسول الله: إن لي ضرة فهل علي جناح إن تشبعت من زوجي غير الذي يعطيني؟ فقال رسول الله - ﷺ -: "المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور" (٥٢١٩) كتاب النكاح، باب المتشبع بما لم ينل. وأخرجه مسلم (٢١٢٩) كتاب اللباس عن عائشة، و (٢١٣٠) في أسماء بنحوه. وأخرجه أحمد في "المسند" عن عائشة وعن أسماء ٦/ ١٦٧، ٣٤٥، ٣٥٣. وأبو داود عن أسماء (٤٩٩٧) كتاب الأدب، باب ما جاء في المتشبع بما لم يعط. والترمذي عن جابر بلفظ آخر. (٢٠٣٤) كتاب البر والصلة، باب ما جاء في المتشبع بما لم يعطه.
(٦) في (ب): (الالبنن).
(٧) (مجفوا): فيها طمس في (أ)، ومكانها بياض في (ج).
(٨) في (ج): (بتوا)، وفي (ب): غير منقوطة. يقال: نبا بصره نبوا: كلَّ، ونبا السهم عن الهدف: قصر. "القاموس" (نبا) ص ١٣٣٦.


الصفحة التالية
Icon