وقد أعفى أهل زماننا أنفسهم عن كد التعب في طلب الأدب، فقد هوت (١) دولته إلى الحضيض، وصار يرنو (٢) بالطرف الغضيض، وها هو قد خوى (٣) نجمه وصَوَّح (٤) نبته، وذوى (٥) عوده، وخرَّ عموده (٦).
وإذا ضاع الأدب ضاع ما يحتاج في تفسيره إليه، ويعول في معرفته عليه، وهو علم (٧) القرآن العربي، المنزل بلسان العرب ولغتهم، المنظوم بألفاظهم في مخاطبتهم.
والله تعالى ذكره أنزل كتابه (٨) (على قوم عرب أولي (٩) بيان فاضل، وفهم بارع.

= (اللحن: صرف الكلام عن سننه الجاري عليه، إما بإزالة الإعراب، أو التصحيف وهو المذموم، وذلك أكثر استعمالا. وإما بإزالته عن التصريح، وصرفه بمعناه إلى التعريض، ونحوه، وهو محمود عند أكثر الأدباء من حيث البلاغة... وإياها قصد بقوله تعالى: ﴿وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ﴾ [محمد: ٣٠]). "مفردات الراغب" ص ٤٤٩، انظر: "اللسان" (لحن) ٧/ ٤٠١٣.
(١) في (ج): (موت).
(٢) في (ج): (يرانق). رنا يرنو رنوا: إذا أدام النظر. انظر: "الصحاح" (رنا) ٦/ ٢٣٦٣، وانظر: "مجمل اللغة" ٢/ ٤٠٠، "اللسان" ٣/ ١٧٤٧.
(٣) في (ب): (جوى).
(٤) رسمت في (أ): (تصوح) ثم صوبت في الهامش بـ (صوح)، وفي (ب): (صوح)، وفي (ج): (تصوح). قال في "اللسان" تصوح البقل وصوح: تم ينبسه. "اللسان" (صوح) ٤/ ٢٥٢١، وانظر: "القاموس" ص ٢٣٠.
(٥) في (ب): (دوى).
(٦) (وخر عموده): ساقط من (ج).
(٧) في (ب): (وهو في علم القرآن).
(٨) الكلام من هنا منقول من مقدمة "تهذيب اللغة" للأزهري ١/ ٢٧ - ٢٨.
(٩) في (ب)، (ج): (أولى)، وفي (أ): فيها طمس وكأنها (أولو).


الصفحة التالية
Icon