أنزله جل ذكره بلسانهم، وصيغة (١) كلامهم الذي نشؤوا (٢) عليه، وجبلوا على النطق به فتدربوا (٣) به، يعرفون وجوه خطابه ويفهمون فنون نظامه، ولا يحتاجون إلى تعلم مشكله وغريب ألفاظه حاجة المولدين الناشئين مع من لا يعلم لسان العرب حتى يعلمه، ولا يفهم ضروبه وأمثاله وأساسه (٤) وطرقه حتى يفهمها.
وبين النبي - ﷺ - للمخاطبين من أصحابه رضي الله عنهم (٥) - ما عسى (٦) بهم الحاجة [إليه] (٧) من معرفة (٨) بيان مجمل الكتاب وغامضه ومتشابهه وجميع وجوهه، التي لا غنى بهم وبالأمة عنه. فاستغنوا بذلك عما نحن إليه اليوم (٩) محتاجون من معرفة لغات العرب واختلافها والتبحر فيها، والاجتهاد في تعلم وجوه العربية الصحيحة التي بها نزل الكتاب وورد البيان.
فعلينا أن نجتهد في تعلم ما يتوصل بتعلمه إلى معرفة ضروب خطاب الكتاب، ثم السنن المبينة لمجمل التنزيل، الموضحة للتأويل؛ لتنتفي عنا الشبه

(١) في (ب): (وضعة).
(٢) في "تهذيب اللغة" (نشئوا) ١/ ٢٧.
(٣) في (ب): (فتدر توابه).
(٤) في "التهذيب" (وأساليبه) ١/ ٢٨.
(٥) (عنهم): ساقط من (ج).
(٦) في (أ): (أما عسر بهم الحاجة)، وفي (ب): (ما عسر)، وفي (ج): (أما عسى بهم) وفي "تهذيب اللغة" (وبين النبي - ﷺ - للمخاطبين من أصحابه رضي الله عنهم ما عسى الحاجة إليه من معرفة بيان لمجمل الكتاب وغامضه.. وفي "حاشية التهذيب" في (م) (ما عسى الحاجة به إليه) ١/ ٤.
(٧) (إليه): إضافة من "تهذيب اللغة" لضرورتها لصحة السياق.
(٨) (معرفة): غير واضح في (ب).
(٩) (اليوم): غير موجود في مقدمة "التهذيب" ١/ ٢٨.


الصفحة التالية
Icon