وقل من تقدم في علم من العلوم إلا بمعرفة الأدب، ومقاييس العربية، والنحو، وما حدثت البدع والأهواء المضلة إلا من الجهل بلغة العرب. سمعت الشيخ أحمد بن أبي منصور المقرئ (١) رحمه الله يقول: سمعت الحسن بن محمد المكتب (٢) يقول: سمعت أبا علي الحسن بن أحمد الخياط (٣) يقول: سمعت أبا نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي (٤) يقول: سمعت الربيع بن سليمان (٥) يقول (٦): سمعت الشافعي يقول: عامة من تزندق (٧) بالعراق لجهلهم بالعربية

(١) لم أعرفه.
(٢) لم أعرفه.
(٣) لم أعرفه.
(٤) الحافظ الحجة، أبو نعيم الجرجاني، الاستراباذي، سمع من جماعة منهم الربيع بن سليمان. قال الحاكم: كان من أئمة المسلمين، وقال الخطيب: كان أحد الأئمة ومن الحفاظ لشرائع الدين مع صدق وتيقظ وورع. توفي في آخر سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة. انظر: "تاريخ بغداد" ١٠/ ٤٢٨، "طبقات الشافعية الكبرى" ٣/ ٣٣٥، "تذكرة الحفاظ" ٣/ ٨١٦.
(٥) الربيع بن سليمان المرادي، مولاهم، المصري المؤذن، صاحب الشافعي، وراوية كتبه عنه، روى عن جماعة منهم ابن وهب، وعنه جماعة منهم أبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وأبو نعيم عبد الملك الجرجاني، قال النسائي: لا بأس به، وقال ابن يونس: كان ثقة، وقال ابن أبي حاتم: صدوق ثقة، وسئل عنه أبو حاتم فقال: صدوق، مات سنة سبع ومائتين.
انظر: "طبقات الشافعية الكبرى" ٢/ ١٣٢، "تهذيب التهذيب" ١/ ٥٩٣.
(٦) (يقول): ساقط من (أ)، (ج).
(٧) الزنديق: يطلقه أكثر العلماء على من بدل دينه أو أحدث فيه، وقد سمى الإمام أحمد القائلين بتناقض القرآن (زنادقة): وألف رسالة أسماها: "الرد على الزنادقة والجهمية". وقالوا: إنها ليست من كلام العرب، وإنما هي فارسي معرب.
انظر: "تهذيب اللغة" (زندق) ٢/ ١٥٦٣، "اللسان" (زندق) ٣/ ١٨٧١.


الصفحة التالية
Icon