في "طبقات المفسرين" (١).
أما عن إمامته في النحو واللغة فإن الواحدي قد تحدث عن ذلك في مقدمة "البسيط" وبين سبب اتجاهه للنحو واللغة حيث إن معرفة ذلك هو طريق لمعرفة كلام الله وتفسيره فيقول: "فقلت: إن طريق معرفة تفسير كلام الله تعالى تعلم النحو والأدب فإنهما عمدتاه.. " (٢). ويعتبر النحو واللغة من علم الوسائل الواجبة فيقول: ".. فعلينا أن نجتهد في تعلم ما يتوصل بتعلمه إلى معرفة ضروب خطاب الكتاب.. " (٣)، ثم يقول "فإن من جهل لسان العرب وكثرة ألفاظها وافتنانها في مذاهبها جهل جمل علم الكتاب.. " (٤).
لقد أدرك الواحدي منذ صغره أهمية اللغة والنحو والأدب لفهم كتاب الله والتصدي لتفسيره؛ لأن هذا الكتاب منزل بلسان عربي مبين، فلا بد لمن رام فهم معانيه أو تصدى لتفسيره أن يكون متضلعاً من هذه اللغة التي نزل بها.
فكان ذلك دافعاً قوياً له أن يتجه إلى بحار اللغة ليغرف منها. يقول الباخرزي عنه: "وقد خبط ما عند أئمة الأدب من أصول كلام العرب خبط عصا الراعي فروع الغَرَب (٥)، وألقى الدلاء في بحارهم حتى نزفها، ومد البنان إلى ثمارهم إلا أن قطفها" (٦).
وقد تحدث الواحدي عن مقدار ما بذل في هذا المجال فيذكر تتلمذه

(١) انظر: "طبقات المفسرين" للسيوطي ص ٦٦، وللداودي ١/ ٣٩٤
(٢) مقدمة "البسيط" ص ٣٩٥.
(٣) مقدمة "البسيط" ص ٣٩٨.
(٤) مقدمة "البسيط" ص ٣٩٨.
(٥) نوع من الشجر.
(٦) "دمية القصر" ٢/ ١٠١٨.


الصفحة التالية
Icon