وفعل وحرف، فالاسم يصح أن يكون خبرا ويخبر عنه، والفعل يكون خبرا ولا يخبر عنه، والحرف لا يكون خبرا ولا يخبر عنه، فلما كان للاسم مزية على النوعين الآخرين وجب أن يشتق مما (١) ينبئ عن هذِه المزية، فاشتق من السمو ليدل على علوه وارتفاعه (٢).
وعند المتكلمين أنه اشتق من السمو؛ لأنه سما عن حد العدم إلى الوجود (٣). وقالوا: أصله سِمْو (٤)، وجمعه (أسماء) مثل قنو وأقناء (٥) وحنو وأحناء فحذفت الواو استثقالًا (٦) (٧)، ولم تحذف من نظائره؛ لأنها لم تكثر (٨) كثرته، ثم سكنوا السين استخفافًا لكثرة ما تجري على لسانهم، واجتلبت ألف الوصل ليمكن الابتداء به، وكان هذا أخف عليهم من ترك الحرف متحركا، لأن الألف تسقط في الإدراج، وكان إثبات الحرف الذي يسقط كثيرا أخف من حركة السين التي (٩) تلزم أبدا (١٠).
(٢) انظر: "الإيضاح في علل النحو" ص ٤٩، "الإنصاف" ص ٦.
(٣) ذكره الثعلبي في "تفسيره" ١/ ١٦/ ب.
(٤) أو (سمو) بالضم. انظر: "المقتضب" ١/ ٢٢٩، "مشكل إعراب القرآن" ١/ ٦.
(٥) في (ب): (فتو أفتاء).
(٦) في (ب): (استقلالا).
(٧) انظر: "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٢، "اشتقاق أسماء الله" ص ٢٥٥، "المنصف" ١/ ٦٠.
(٨) في (ب): (تكن).
(٩) في (ب): (الذي).
(١٠) انظر: "اشتقاق أسماء الله" ص ٢٥٦، ٢٥٧، "إعراب القرآن" للنحاس ١/ ١١٧، "الكشاف" ١/ ٣٤، قال الزمخشري: (ومنهم من لم يزدها، أي: الألف، واستغنى عنها بتحريك الساكن فقال: (سم) و (سم).