وقول عدي (١):
وأَلْفى قَولَهَا كَذِبًا وَمَيْنَا (٢)
في أمثال لهذا، وروي عن ابن عباس أنه قال. الرحمن الرحيم، اسمان رقيقان أحدهما أرق من الآخر (٣).

= جفوة وخصام، (ينأ عني) و (يبعد) معناهما واحد، وإنما جاء بهما لأن اللفظين مختلفان، والمعنى يبعد ثم يبعد بعد ذلك، وقيل: ينأ: بالفعل، ويبعد: بالنفس لشدة بغضه لي. أورد البيت الثعلبي في "تفسيره" ١/ ١٩ أ، وانظر: "ديوان طرفة" ص ٣٤ تحقيق وتحليل د. علي الجندي.
(١) عدي بن زيد بن حماد، من بني امرئ القيس بن زيد بن مناة بن تميم شاعر فصيح، من شعراء الجاهلية، وكان نصرانيا، قتله النعمان بن المنذر ملك الحيرة. ترجمته في "الشعر والشعراء" ص ١٣٠، "معاهد التنصيص" ١/ ٣٢٥، "الخزانة" ١/ ٣٨١.
(٢) من قصيدة قالها عدي بن زيد، في قصة طويلة مشهورة بين الزَّباء وجذيمة وردت في كتب التاريخ والأدب وصدر البيت:
وَقدَّدَت الأَدِيَم لِرَاهِشيْه...........
ويروي (قدمت) و (الراهش) عرق في باطن الذراع و (المين) بمعنى: الكذب، ورد البيت في "معاني القرآن" للفراء ١/ ٣٧، "الشعر والشعراء" ص ١٣٢، "إعراب القرآن" للنحاس ١/ ١٧٥، "تفسير الثعلبي" ١/ ١٩ أ، ٧٣ أ، "أمالي المرتضى" ٢/ ٢٥٨، "المستقصى" ١/ ٢٤٣، "مغني اللبيب" ٢/ ٣٥٧، "الهمع" ٥/ ٢٢٦، "معاهد التنصيص" ١/ ٣١٠، "اللسان" (مين) ٧/ ٤٣١١، والقرطبي في "تفسيره" ١/ ٣٩٩، "الدر المصون" ١/ ٣٥٨.
والشاهد (كذبا ومَيْنا) فأكد الكذب بالمين وهو بمعناه.
(٣) ذكره الثعلبي في "تفسيره" ١/ ١٩ ب، وابن الأنباري في "الزاهر" ١/ ١٥٢، والأزهري في "تهذيب اللغة" (رحم) ٢/ ١٣٨٣، والقرطبي في "تفسيره" ١/ ٩٢، وابن كثير عن القرطبي في "تفسيره" ١/ ٢٢، وقد أخرج الطبري وابن أبي حاتم بسنديهما عن ابن عباس، قال: (الرحمن الفعلان من الرحمة، وهو من كلام العرب قال: الرحمن الرحيم: الرقيق الرفيق بمن أحب أن يرحمه، والبعيد الشديد على من أحب أن يعنف =


الصفحة التالية
Icon