بذلك متعرضًا لثواب الله، ومن أثنى على واحد فقد تعرض لإحسانه وثوابه.
يدل على صحة هذا أن بعض العلماء، سئل عن تفسير الحديث المروي: "أفضل الدعاء سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلى الله، والله أكبر" (١) فقيل له: ما في هذا من (٢) الدعاء؟ وإنما الدعاء: (اللهم اغفر لنا، وافعل بنا). فقال للسائل: أما سمعت قول أمية بن أبي الصلت لعبد الله بن (٣) جدعان:

كَرِيمٌ لاَ يُغَيِّرُهُ صبَاحٌ عَنِ الخُلُقِ الجَمِيلِ وَلاَ مَسَاءُ
إِذاَ أَثْنى عَلَيْهِ المَرْءُ يَوْمًا كَفَاهُ مِنْ تَعَرُّضِهِ الثَّنَاءُ (٤)
(١) لم أجده بهذا اللفظ، وقد أخرج ابن ماجه عن سمرة بلفظ: "أربع أفضل الكلام لا يضرك بأيهن بدأت سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلى الله، والله أكبر" "سنن ابن ماجه" (٣٨١١) كتاب الأدب، باب: فضل التسبيح، ونحوه عند أحمد في "المسند" ٥/ ٢٠، وذكره البخاري معلقا (الفتح) ١١/ ٥٦٦، وأخرج ابن ماجه عن جابر: "أفضل الذكر لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء الحمد لله" "سنن ابن ماجه" كتاب الأدب، باب: فضل الحامدين، قال العجلوني في "كشف الخفاء": رواه الترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وابن حبان، والحاكم، وصححاه ١/ ١٥٢، وانظر: "فيض القدير" ١/ ٦٠١.
(٢) (من) ساقطة من (ب).
(٣) عبد الله بن جدعان التيمي القرشي، أحد الأجواد المشهورين في الجاهلية، لهذا مدحه أمية بن أبي الصلت، أدرك النبي - ﷺ - قبل النبوة. انظر ترجمته وبعض أخباره في "المحبر" ص ١٣٨، "السيرة" لابن هشام ١/ ١٤٤، "الخزانة" ٨/ ٣٦٦، "الأعلام" ٤/ ٧٦.
(٤) تروى الأبيات بروايات أخرى منها: (خليل) بدل (كريم)، و (السنى) بدل (الجميل) و (عليك) بدل (عليه). انظر: "ديوان أمية بن أبي الصلت" ص ٢٥٤، "المحبر" ص ١٣٨، "طبقات فحول الشعراء" للجمحي ١/ ٢٦٥، "ديوان الحماسة" ٢/ ٣٧٢، "العمدة" لابن رشيق ٢/ ١٥٨.


الصفحة التالية
Icon