عن مَعْمر (١)، عن قتادة، عن عبد الله بن عمر أن النبي - ﷺ - قال: (الحمد رأس الشكر، ما شكر الله عبدًا لا يحمده) (٢).
قال أحمد (٣) على إثر هذا الحديث: الحمد نوع والشكر جنس (٤)، وكل حمد شكر (٥)، وليس كل شكر حمدا.
وهو على ثلاث منازل: شكر القلب، وهو الاعتقاد بأن الله ولي النعم، قال الله: ﴿وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ﴾ [النحل: ٥٣]، وشكر اللسان وهو إظهار النعمة بالذكر لها، والثناء على مسديها، قال الله: ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾ [الضحى: ١١] وهو رأس الشكر المذكور في الحديث. وشكر العمل، وهو (٦) إدآب النفس بالطاعة.

(١) هو الإمام الحافظ مَعْمَر بن راشد، أبو عروة، الأزدي بالولاء البصري، نزيل اليمن، حدث عن قتادة، والزهري وعمرو بن دينار، وهمام بن منبه وجماعة، وعنه السفيانان، وابن المبارك، وعبد الرزاق بن همام (ت ١٥٣ هـ)، انظر: "طبقات ابن سعد" ٥/ ٥٤٦، "الجرح والتعديل" ٨/ ٢٥٥، "سير أعلام النبلاء" ٧/ ٥.
(٢) أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" ١٠/ ٤٢٤ (١٩٥٧٤) كتاب الجامع، باب: شكر الطعام، وذكره الخطابي في "غريب الحديث" ١/ ٣٤٥، ٣٤٦، وذكره السيوطي في "الجامع الصغير" ورمز له بالحسن، انظر: "فيض القدير شرح الجامع الصغير" ٣/ ٤١٨، وقال الألباني: في "ضعيف الجامع" ٣/ ٤١١ (٢٧٩٠): ضعيف.
(٣) هو أحمد بن محمد الخطابي البستي، سبقت ترجمته. قال في "غريب الحديث" بعد أن ذكر الحديث. وقال أبو سليمان: الحمد نوع.. ١/ ٣٤٦.
(٤) الجنس: كلي دال على كثيرين مختلفين بالحقيقة في جواب (ماهو). والنوع: كلي دال على كثيرين متفقين في الحقيقة واقع في جواب (ما هو). انظر: "التعريفات" للجرجاني ص ٧٨، ٢٤٧، "المبين في شرح معاني ألفاظ الحكماء والمتكلمين" للآمدي ص ٧٣.
(٥) في (ج): (شكرا).
(٦) في (ب): (وهو شكر اداب).


الصفحة التالية
Icon