قال الله سبحانه (١): ﴿اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا﴾ (٢) [سبأ: ١٣].
وقام رسول الله - ﷺ - حتى تفطرت قدماه، فقيل: يا رسول الله أليس قد غفر الله (٣) لك ماتقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: "أفلا أكون عبدا شكورا" (٤).
وقد جمع الشاعر أنواعه الثلاثة فقال:

أَفَادَتْكُمُ النَّعْمَاءُ مِنِّى ثَلاَثَةً يَدِي وَلِسَانِي والضمِيرَ المُحَجَّبَا (٥) (٦)
وبين الحمد والشكر فرق واضح (٧)، يظهر بالنقيض؛ لأن نقيض الشكر الكفر، ونقيض الحمد الذم (٨)، فهذا ما في معنى الحمد والشكر.
(١) في (ج): (تعالى).
(٢) في (ب): (الى) تصحيف.
(٣) لفظ الجلالة غير موجود في (ب).
(٤) متفق عليه من حديث المغيرة وعائشة، حديث المغيرة رواه البخاري (١١٣٠) كتاب: التهجد، باب: قيام النبي - ﷺ - الليل، ومسلم (٢٨١٩) كتاب: صفة الجنة والنار، باب: إكثار الأعمال والإجتهاد في العبادة، وحديث عائشة رواه البخاري (٤٨٣٧) كتاب التفسير، باب: ﴿لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ﴾، ومسلم (٢٨٢٠) كتاب صفة الجنة والنار، باب: إكثار الأعمال والاجتهاد في العبادة.
(٥) يقول: إن نعمتكم علي أفادتكم مني يدي ولساني وجناني فهي وأعمالها لكم. ورد البيت بدون عزو في "غريب الحديث" للخطابي ١/ ٣٤٦، " الكشاف" ١/ ٤٧، "الفائق" ١/ ٣١٤، "الدر المصون" ١/ ٣٦، وانظر: "مشاهد الإنصاف على شواهد الكشاف" ص ٧.
(٦) انتهى من "غريب الحديث" للخطابي ١/ ٣٤٦، وانظر: "الكشاف" ١/ ٤٧.
(٧) سبق بيان خلاف العلماء في ذلك، وأن قول الأكثر على أن بينهما فرقا وقال الطبري ومعه طائفة: إنهما بمعنى واحد، انظر ص ٢٧٥.
(٨) انظر: "الزينة" ٢/ ١١٢، "تهذيب اللغة" (حمد) ١/ ٩١٣، "اللسان" (حمد) ٢/ ٩٨٧.


الصفحة التالية
Icon