قال (١): فلو كانت اللام وحدها حرف التعريف؛ لما جاز فصلها من الكلمة التي عرفتها، لاسيما واللام ساكنة، والساكن لا ينوي به الانفصال (٢). فصار قطعهم وهم يريدون الاسم بعدها كقطع النابغة (٣) (قد) في قوله:

أَفِدَ (٤) التَّرحُّلُ (٥) غَيْرَ أَنَّ رِكَابَنَا لمَّا تَزُلْ بِرِحَالِهَا (٦) وَكَأَنْ قَدِ (٧)
= ٧/ ١٩٨. والشاهد فيه فصل (أل) في البيتين، استدل به الخليل على أن (أل) جميعها حرف التعريف، ولو كانت اللام وحدها للتعريف لما جاز فصلها.
(١) من القائل؟ ظاهر كلام الواحدي أن القائل الخليل، لأنه هو المذكور قبله، والواقع أن الكلام لأبي الفتح ابن جني، حيث قال بعد الأبيات: (وهذِه قطعة لعبيد مشهورة عددها بضعة عشر بيتا يطرد جميعها على هذا القطع الذي تراه إلى بيتا واحدا من جملتها، ولو كانت اللام وحدها حرف التعريف لما جاز فصلها من الكلمة التي عرفتها.. "سر صناعة الإعراب" ١/ ٣٣٣.
(٢) بعده كلام لأبي الفتح تركه الواحدي. انظر: "سر صناعة الإعراب" ١/ ٣٣٣.
(٣) في (ب): (لقطع التابعه). والنابغة: هو زياد بن معاوية الذبياني، أحد شعراء الجاهلية المشهورين، توفي في زمن النبي - ﷺ - قبل أن يبعث. انظر ترجمته في "الشعر والشعراء" ص ٨٣، "طبقات فحول الشعراء" ١/ ٥١. "جمهرة أنساب العرب" ص ٢٥٣، "الخزانة" ٢/ ١٣٥.
(٤) في (ب): (أرف) وفي (جـ): (أفر) وفي نسخة من "سر صناعة الإعراب" (أزف) ١/ ٣٣٤.
(٥) في (ب): (الترجيل).
(٦) في (ب): (برجالها) وعند أبي الفتح (برحالنا) وفي الحاشية: في (ش): (برحالها)، والأكثر في رواية البيت (برحالنا).
(٧) من قصيدة قالها النابغة في (المتجردة) امرأة النعمان بن المنذر (أفد الترحل): أي دنا الرحيل وقرب. و (الركاب): الإبل. و (كأن قد): (أي: زالت لقرب وقت زوالها ودنوه. انظر: "ديوان النابغة الذيباني" ص ٨٩، "الخصائص" ٢/ ٣٦١، ٣/ ١٣١، "مغنى اللبيب" ١/ ١٧١، ٢/ ٣٤٢، "شرح المفصل" ٨/ ٥، ١١٠، ١٤٨، ٩/ ١٨، ٥٢، "الأزهية" ص ٢١١، "شرح ابن عقيل" ١/ ١٩، "الهمع" ٢/ ١٨٨، ٤/ ٣١٥، "الخزانة" ١/ ٧٠، ٧/ ١٩٧.


الصفحة التالية
Icon