قال ابن عباس] (١) في رواية الكلبي: نزلت في الأخنس (٢) بن شريق؛ وكان رجلا حلو المنطق، يلقى رسول الله - ﷺ - بما يحب، وينطوي له (٣) على ما يكره، ويضمر في قلبه خلاف ما يظهر، واختار الفراء (٤) هذا القول وقال: "نزلت في بعض من كان يلقى النبي - ﷺ - بما يحب، وينطوي له على العداوة والبغض، فذلك الثني وهو الإخفاء، وبنحو من هذا قال الزجاج (٥)

(١) ما بين المعقوفين ساقط من (ي).
(٢) الثعلبي ٧/ ٣٣ أ، "أسباب النزول" للواحدي ص ٢٧١، "زاد المسير" ٤/ ٧٦، "البحر المحيط" ٥/ ٢٠٢.
والقول بأنها نزلت في الأخنس بن شريق فيه نظر من وجوه:
أولاً: عدم ثبوت الرواية بذلك.
ثانيًا: قد صحت الرواية في سبب نزول الآية غير هذا، وهو ما أخرجه البخاري عن ابن عباس قال: أناس كانوا يستحبون أن يتخلوا فيفضوا إلى السماء وأن يجامعوا نساءهم فيفضوا إلى السماء، فنزل ذلك فيهم.
ثالثًا: أن الآية مكية، والنفاق ظهر في المدينة فكيف تكون الآية نازلة في المنافقين؟!
رابعًا: أن الأخنس في عداد الصحابة كما ذكر ابن حجر في "الإصابة" ١/ ٢٥ قال: "أسلم الأخنس فكان من المؤلفة، ثم شهد حنينا، ومات في أول خلافة عمر.. وذكر الذهلي في الزهريات بسند صحيح عن الزهري عن سعيد بن المسيب أن أبا سفيان وأبا جهل والأخنس اجتمعوا ليلاً يسمعون القرآن سرًا فذكر القصة: وفيها أن الأخنس أتى أبا سفيان فقال: ما تقول؟ قال: أعرف وأنكر، قال أبو سفيان: فما تقول أنت؟ قال: أراه الحق" وقد عدّه في الصحابة: ابن شاهين، وابن فتحون عن الطبري ا. هـ.
انظر: "روح المعاني" للآلوسي١١/ ٢١١، "أضواء البيان" ٣/ ١٢.
(٣) ساقط من (ب).
(٤) "معاني القرآن" ٢/ ٣.
(٥) "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٣٨. وانظر: "تهذيب اللغة" (غشى) ٣/ ٢٩٦٩.


الصفحة التالية
Icon