فجعل دالت لواحدة مؤنثة ثم رجع إليها وإلى قومها فجمع
وقوله تعالى: ﴿فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللهِ﴾، قال ابن الأنباري: هذا خطاب لأهل الكفر بإضمار قول قبله، يراد به: فقولوا لهم: اعلموا أنما أنزل بعلم الله، أي أنزل والله عز وجل عالم بإنزاله، وعالم أنه حق من عنده، ويجوز أن يكون معنى (بعلم الله) أي بما أنبأ الله به من غيب ودلَّ (١) على ما سيكون وما سلف مما لم (٢) يقرأ به النبي - ﷺ - كتاباً، والوجهان ذكرهما أبو إسحاق (٣).
وقال أبو بكر: اعلموا أنما أنزل بعلم الله الذي لكم فيه النفع والشفاء والرشد من أمره ونهيه ووعده ووعيده، وغير ذلك من تعليمه وتشديده، هذا الذي ذكرنا من أن قوله: ﴿فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ﴾ خطاب للنبي - ﷺ - وأصحابه، مذهب المفسرين وأصحاب المعاني (٤) وقال بعضهم (٥): الخطاب فيه للمشركين؛ أي فإن لم يستجيبوا (٦) لكم من تدعونهم إلى المعاونة ولا تهيأ لكم المعارضة، فقد قامت عليه الحجة ﴿فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ﴾.
وقوله تعالى: ﴿فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ استفهام (٧) معناه الأمر، وقد
(٢) ساقط من (ي).
(٣) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ٤٢.
(٤) الثعلبي ٧/ ٣٥ أ، البغوي ٤/ ١٦٥، ابن عطية ٧/ ٢٥٢، "زاد المسير" ٤/ ٨٣، القرطبي ٩/ ١٣، ابن كثير ٢/ ٤٨١.
(٥) رجحه الطبري ١٢/ ١٠، واستبعد الأول، ابن عطية ٧/ ٢٥٢، القرطبي ٩/ ١٣، ورجحه الرازي ١٧/ ١٩٦، أبو حيان في "البحر" ٥/ ٢٠٩.
(٦) في (ب): (يستجيب).
(٧) ساقص من (ب).