وقال ابن عباس (١) في رواية الكلبي عن أبي صالح عنه أنها نزلت في أهل القبلة، وقال مجاهد (٢): هم أهل الرياء.
وقال الضحاك (٣): من عمل عملًا صالحًا من أهل الإيمان من غير تقوى، عجل له ثواب عمله في الدنيا، واختار الفراء (٤) هذا القول وقال: يقول (٥): من أراد بعمله من أهل القبلة ثواب [الدنيا عجل له] (٦) ثوابه ولم يبخس أي لم ينقص في الدنيا، ويؤكد هذا ما يروى أن معاوية لما أخبر بحديث أبي هريرة (٧) عن النبي - ﷺ - في أهل الرياء من القراء وأصحاب الأموال والمقاتلين، إذا قيل لهم في الآخرة إنما فعلتم ليقال فلان قارئ، فلان سخي، وفلان جريء، فقد قيل ذلك، والحديث طويل، وفي آخره أن هؤلاء أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة، ولما أخبر معاوية بهذا بكى بكاء شديدًا، ثم قال: صدق الله ورسوله ﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ﴾، وقرأ الآيتين.
(٢) الطبري ١٢/ ١٢، الثعلبي ٧/ ٣٥ ب، "المحرر الوجيز" ٧/ ٢٥٣، البغوي ٤/ ١٦٥، "زاد المسير" ٤/ ٨٤، أبو الشيخ كما في "الدر" ٣/ ٥٨٤.
(٣) الطبري ١٢/ ١٢، ابن أبي حاتم ٦/ ٢٠١١.
(٤) "معاني القرآن" ٢/ ٦.
(٥) ساقط من (ب).
(٦) ما بين المعقوفين ساقط من (ب).
(٧) أخرج الترمذي (٢٣٨٢) كتاب: الزهد، باب الرياء والسمعة، وأخرجه مسلم (١٩٠٥) كتاب: الإمارة، باب: من قاتل للرياء والسمعة استحق النار، "شرح النووي" بنحوه، والطبري ١٢/ ١٣، الثعلبي ٧/ ٣٥ ب.