وقال مقاتل (١): فائتين، وقال قتادة: هُرَّابا (٢).
قال ابن الأنباري (٣): خصّ الله الأرض بالذكر، وهم لا يخرجون عن قبضته في كل موضع، على عادة العرب في قولهم: لا مهرب لك مني، ولا وزر (٤) ولا نفق يعصمانك من عقابي، يعنون بالوزر الجبل، وبالنفق السَّرَب، وكلاهما من الأرض يلجأ إليه الخائف المطلوب، أعلم الله أن هؤلاء الكافرين لا يسبقونه هربًا، ولا يجدون ما يحجز بينهم وبين عذابه من جميع ما يستر من جبال الأرضين وغوامض أمكنتها، وقد قال عطاء عن ابن عباس (٥) في هذه الآية: يريد لم يعجزوني أن آمر الأرض فتخسف بهم.
وقوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ﴾، قال ابن عباس (٦): يريد ممن يعبدون فتمنعهم مني.
وقال أبو إسحاق (٧) في هذه الآية: أخبر الله أنه لا يعجزه انتقام في دار الدنيا، وأنه لا وَليّ لهم يمنعهم من انتقام الله عز وجل.
(٢) ما سيق ذكره عنهم الثعلبي ٧/ ٣٨ أ، وقال به مقاتل بن حيان، ولم أجده في تفسير مقاتل بن سليمان. وانظر: ابن عطية ٧/ ٢٦٤، "زاد المسير" ٤/ ٩٠، القرطبي ٩/ ١٩، ابن كثير ٢/ ٤٨٣.
(٣) "زاد المسير" ٤/ ٩٠ بنحوه.
(٤) الوزر هو: الجبل المنيع عند أهل اللغة. انظر: "تهذيب اللغة" ٤/ ٣٨٨٣، اللسان (وزر) ٨/ ٤٨٢٣ - ٤٨٢٤.
(٥) "زاد المسير" ٤/ ٩٠، القرطبي ٩/ ١٩.
(٦) "زاد المسير" ٤/ ٩٠، وهو قول الطبري ١٢/ ٢٢ - ٢٣.
(٧) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ٤٥ بنحوه.