إسحاق (١) في قوله ﴿إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ﴾.
وقوله تعالى: ﴿وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ﴾، قال ابن عباس:
يريد: تجهلون ربوبية ربكم وعظمته (٢)، وقال أهل المعاني: تجهلون أن هؤلاء خير منكم لإيمانهم بربهم وكفركم به.
٣٠ - قوله تعالى: ﴿وَيَا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ﴾، قال الفراء (٣): يقول: من يمنعني من عذاب الله، وكذلك ما في القرآن منه (٤)، والنصر من كذا: المنع منه، ومعنى الآية إذا طردت المؤمنين كان ذلك ذنبًا ارتكبته، فمن يدفع عني عذاب الله، وهذا دليل على أن العالم يلزمه مصابرة المتعلم، ولا يجوز له طرده والامتناع عما يطلب من العلم، ولو لم يصبر كان تعرض للعقوبة.
٣١ - قوله تعالى: ﴿وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ﴾، ذكرنا معنى الخزائن في مثل هذه الآية في سورة الأنعام (٥)، قال ابن عباس في هذه الآية: يريد مفاتيح الغيب. قال أبو بكر (٦): الخزائن هاهنا يعني بها غيوب

(١) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ٤٨.
(٢) الطبري ١٢/ ٣٥، "زاد المسير" ٤/ ٩٨.
(٣) "معاني القرآن" ٢/ ١٣، وفيه "من يمنعني من الله".
(٤) يعني: ما جاء في القرآن بهذا اللفظ فهو بالمعنى الذي ذكره.
(٥) وهو قوله: ﴿قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ﴾ [الأنعام: ٥٠]. قال: "الخزائن جمع الخزانة، وهي اسم المكان الذي يخزن فيه الشيء، وخزن الشيء: إحرازه بحيث لا تناله الأيدي. والخزانة أيضاً: عمل الخازن" اهـ.
(٦) "زاد المسير" ٤/ ٩٨، والبغوي ٤/ ١٧٢، "تهذيب اللغة" للأزهري ١/ ١٠٢٧، (خزن).


الصفحة التالية
Icon