لَغَيْرُهُ خيرٌ منه)، ومثله ﴿وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ﴾ [النساء: ٧٢]، وهذا القول كالأول إلا أنه أجاز أن تكون "ما" هاهنا اسمًا بمعنى "مَنْ"، وعند الزجاج (١) والبصريين (ما) صلة زائدة كما ذكرنا، وقرأ ابن كثير ونافع ﴿وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا﴾ مخففتين. ووجه هذه القراءة ما ذكره سيبويه (٢)، وهو أنه قال: حدثنا من نثق به أنه سمع من العرب من يقول: (إنْ عمروًا (٣) لمنطلق)، قال: وأهل المدينة يقرؤون ﴿وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا﴾ يخففون وينصبون.
قال الأزهري (٤): أخبرني المنذري عن أبي طالب النحوي أنه قال: أهل البصرة أعني به سيبويه وذويه يقولون العرب تخفف (أنّ) الشديدة وتعملها وأنشدوا (٥):
ووجه حسن النحر... كأنْ ثدييه حقان
أراد (كأنّ) فخفف وأعمل، قال أبو علي (٦): ووجه النصب بها مع
(٢) "الحجة" ٤/ ٣٨٦.
(٣) في (أ)، (ب): (إن عمرًا).
(٤) "تهذيب اللغة" (إن) ١/ ٢٢٣، وفيه "وقال أبو طالب النحوي، فيما روى عنه المنذري، قال: أهل البصرة غير سيبويه وذويه يقولون: إن العرب تخفف (إن) الشديدة وتعملها.. " والصحيح ما أثبته كما في "الكتاب" ١/ ٢٨٣.
(٥) في رواية (ووجه مشرق النحر) وهو من شواهد سيبويه التي لم تنسب، والنقل مع الشاهد في "الكتاب" ٢/ ١٣٥، وانظر: "الخزانة" ٤/ ٣٥٨، ابن الشجري ١/ ٣٦٢، الطبري ١٢/ ١٢٥، "تهذيب اللغة" (إن) ١/ ٢٢٣، "الإنصاف" ص ١٦٦، "أوضح المسالك" ١/ ٣٧٨، "تلخيص الشواهد" ص ٣٨٩، "شرح المفصل" ٨/ ٨٢، "اللسان" (أنن) ١/ ١٩، "المقاصد النحوية" ٢/ ٣٠٥.
(٦) "الحجة" ٤/ ٣٨٦.