معاوية (١)، ومقاتل (٢) قال: من قائمات ليس لها عمد.
والقول الثالث في (ترونها) أنه من نعت العمد، المعنى بغير عمد مرئية، وعلى هذا الجحد الداخل على العمد واقع في المعنى على الرُؤية، والتقدير: رفع السموات بعمد لا ترونها، والعرب قد تقدم الجحد من آخر الكلمةإلى أولها، ويكون ذلك جائزًا كما تقول: لا تكلمن بغير كلام يمله السامع. معناه: بكلام لا يمله السامع، ومنه [قول] ابن هرمة (٣):
ولا أَرَاهَا (٤) تَزَالُ ظَالِمَةً | يُحْدِثُ لي نَكْبَةً وتَنْكَأُهَا |
وأنكر قوم هذا التأويل، وقالوا: لو كان لها عمد لكانت ترى، والله -عز وجل- إنما دل هذا على قدرته من حيث لا يمكن لأحد أن يقيم جسمًا بغير عمد إلا هو، وما ذكرنا من الأقوال في (ترونها)، والتقديرات فيه، من كلام
(١) الطبري ١٣/ ٩٤، و"الدر المنثور" ٤/ ٨١، والثعلبي ٧/ ١١٩ ب. وهو: إياس بن معاوية بن قرة بن إياس المزني أبو واثلة، قاضي البصرة، تابعي ثقة فقيه يضرب به المثل في الذكاء والدهاء والعقل والفطنة والفصاحة. توفي سنة ١٢٢ هـ. انظر: "حلية الأولياء" ٣/ ١٢٣، و"تهذيب التهذيب" ١/ ١٩٧.
(٢) "تفسير مقاتل" ١٥٨ب، ولم أجده فيه.
(٣) سبق تخريجه.
(٤) في (ج): (ولال راها).
(٥) الطبري ١٣/ ٩٤، قال: بعمد لا ترونها، الرازي ١٨/ ٢٣٢.
(٦) الطبري ١٣/ ٩٣، وابن أبي حاتم كما في "الدر" ٤/ ٦٠٠، و"زاد المسير" ٤/ ٨١.
(٢) "تفسير مقاتل" ١٥٨ب، ولم أجده فيه.
(٣) سبق تخريجه.
(٤) في (ج): (ولال راها).
(٥) الطبري ١٣/ ٩٤، قال: بعمد لا ترونها، الرازي ١٨/ ٢٣٢.
(٦) الطبري ١٣/ ٩٣، وابن أبي حاتم كما في "الدر" ٤/ ٦٠٠، و"زاد المسير" ٤/ ٨١.