الله عليهم جالوت، وعاد ملكهم كما كان، وهذا قول قتادة ورواية عطية عن ابن عباس (١)، وعلى هذا القول: ﴿عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ﴾ هم جالوت وجنوده.
ومعنى: ﴿أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ﴾ قال ابن عباس: البأس: القتال (٢)، ومنه قوله: ﴿وَحِينَ الْبَأْسِ﴾ [البقرة: ١٧٧].
ومعنى ﴿بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ﴾: أرسلنا عليكم وخَلَّيْنَا بينكم وبينهم خاذلين إياكم (٣).
وقال مجاهد في قوله: ﴿عِبَادًا لَنَا﴾ الآية. قال: جند جاءهم (٤) من

(١) أخرجه "عبد الرزاق" ٢/ ٣٧٣، بنحوه عن قتادة، و"الطبري" ١٥/ ٢٨، بنحوه عن ابن عباس من طريق عطية (ضعيفة) وبنحوه من طريقين عن قتادة، وورد في "معاني القرآن" للنحاس ٤/ ١٢٣، بنحوه عن قتادة، و"تفسير الثعلبي" ٧/ ١٠٤ أ، بنحوه عن ابن عباس، و"الطوسي" ٦/ ٤٤٨، بنحوه عنهما، انظر: "تفسير ابن الجوزي" ٥/ ٩، عنهما، و"القرطبي" ١٠/ ٢١٥، عن قتادة، وابن كثير ٣/ ٢٩، عنهما، وأورده السيوطي في "الدر المنثور" ٤/ ٢٩٩ وعزاه إلى ابن أبي حاتم عن عطية، وأورده وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم عن ابن عباس، وأورده ٥/ ٢٤٤ وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم عن قتادة.
(٢) انظر: "تفسير الفخر الرازي" ٥/ ٤٥ بلفظه، وأخرجه "الطبري" ١٥/ ٢٧ بلفظه من عدة طرق عن ابن مسعود ومجاهد وقتادة والضحاك، وأورده السيوطي في "الدر المنثور" ١/ ٣١٥ وزاد نسبته إلى وكيع وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ والحاكم وصححه عن ابن مسعود.
(٣) ورد في "تفسير الماوردي" ٣/ ٢٢٩، بنحوه عن الحسن، انظر: "تفسير الزمخشري" ٢/ ٣٥٢، و"الفخر الرازي" ٢٠/ ١٥٥.
(٤) هكذا في جميع النسخ، والأولى جاؤوهم؛ لأن جند جمع، ويتناسب مع قوله: يتحسسون، وهكذا في المصدر.


الصفحة التالية
Icon