فَيُسَرُّ ويُشْرِقُ لونُه ويقول: ﴿هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ﴾ (١) [الحاقة: ١٩].
وقوله تعالى: ﴿كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا﴾، الحَسِيْبُ بمعنى الحاسب، كالشريك والنديم، وقوله: ﴿وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا﴾ [الأحزاب: ٣٩]، أي: محاسبًا.
قال الحسن: عدلٌ واللهُ عليك، مَنْ جعلك حَسِيبَ نَفْسِك (٢).
وقال السدي: يقول الكافر يومئذ: إنك قضيتَ أنك لست بظلام للعبيد، فاجعلني أُحاسبُ نفسي، فيقال: ﴿اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا﴾ (٣).
١٥ - قوله تعالى: ﴿مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ﴾، أي: ثواب اهتدائه له ولنفسه؛ يعني الخير باهتدائه، ﴿وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا﴾، أي: على نفسه عقوبة ضلاله؛ فهُداه له كما أن ضلاله عليه، ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾ قال عطاء عن ابن عباس: يريد أن الوليد بن المغيرة قال: اتبعوني وأنا أحمل أوزاركم (٤).

(١) انظر: "تفسير الفخر الرازي" ٢٠/ ١٦٩ بنصه تقريبًا، وورد في "تفسير السمرقندي" ٢/ ٢٦٢، بنحوه عن ابن عباس.
(٢) ورد في "تفسير الثعلبي" ٧/ ١٠٦ أبنصه تقريبًا، انظر: "تفسير البغوي" ٥/ ٨٢، و"الزمخشري" ٢/ ٣٥٤، و"ابن الجوزي" ٥/ ١٦، و"الفخر الرازي" ٢٠/ ١٦٩، و"الخازن" ٣/ ١٥٩، و"أبي حيان" ٦/ ١٦، و"الألوسي" ١٥/ ٣٣.
(٣) انظر: "تفسير الفخر الرازي" ٢٠/ ١٦٩، و"الدر المنثور" ٤/ ٣٠٤، وعزاه إلى ابن أبي حاتم، ومثل هذه الأخبار لا تثبت إلا بخبر صحيح عن المعصوم.
(٤) ورد في تفسيره "الوسيط" تحقيق سيسي ٢/ ٤٨١، انظر: "تفسير ابن الجوزي" ٥/ ١٧، و"القرطبي" ١٠/ ١٥١، و"الألوسي" ١٥/ ٣٥، وورد بلا نسبة في "تفسير ابن عطية" ٩/ ٣٦، و"أبي حيان" ٦/ ١٦، وحمل الآية على العموم أولى من التخصيص.


الصفحة التالية
Icon