قال أبو إسحاق: (العلى جمع العليا، كما يقال: الكبرى والكبر) (١). قال المبرد: (وهو مثل ظُلْمَة وظُلَم، ورُكْبَة ورُكَب، وكذلك العُلْيَا والعُلَى، والدُنْيَا والدُنَى، فالألف بحذاء الهاء للتأنيث) (٢).
٥ - قوله تعالى: ﴿الرَّحْمَنِ﴾ قال الأخفش: (هو الرحمن) (٣). [قال المبرد: (﴿الرَّحْمَنِ﴾ مرفوع على خبر المبتدأ المضمر) (٤). لأنه لما قال: ﴿تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَق﴾ بينه فكأنه قال: هو الرحمن] (٥)، كقوله: ﴿بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ النَّار﴾ [الحج: ٧٢]، المعنى ففي النار.
قوله تعالى: ﴿عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ قال كثير من أهل التأويل: استوى معناه استولى (٦).

(١) "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٣٥٠.
(٢) أورد نحوه بلا نسبة العبكري في "إملاء ما من به الرحمن" ١/ ١١٨، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١١/ ١٦٩، والألوسي في "روح المعاني" ١٦/ ١٥٢.
(٣) "معاني القرآن" للأخفش ٢/ ٦٢٩.
(٤) انظر: "الكشاف" ٢/ ٥٢٩، "البحر المحيط" ٦/ ٢٢٦، "فتح القدير" ٣/ ٥٠٩.
(٥) ما بين المعقوفين ساقط من نسخة: (ص).
(٦) تفسير الاستواء بالاستعلاء قول المعتزلة والجهمية والحرورية قالوا: إن استوى بمعنى استولى وملك وقهر. قال أبو الحسن الأشعري في "الإبانة عن أصول الديانة" ص ٤٩: (فلو كان الله مستويًا على العرش بمعنى الاستيلاء، وهو عز وجل مستول على الأشياء كلها، لكان مستويًا على العرش وعلى الأرض وعلى السماء.. لأنه قادر على الأشياء مستول عليها.. ، لم يجز أن يكون الاستواء على العرش: الاستيلاء الذي هو عام في الأشياء كلها، ووجب أن يكون معناه استواء يخص العرش دون الأشياء كلها).
وقال ابن تيمية -رحمه الله- في "مجموعة الفتاوى" ٥/ ١٤٤، في الرد على من فسر ﴿اسْتَوَى﴾ بـ (استولى): (ومن تلك الوجوه أنه لم يرد عن أحد من الصحابة ولا التابعين لهم، بل تفسير حدث من المبتدعة بعدهم، ثم هو ضعيف لغة).


الصفحة التالية
Icon