التفسير (١)، واختيار الفراء والزَّجاج (٢).
وعلى هذا القول حرم على المؤمنين أن يتزوجوا تلك البغايا المعلنات بزناهن وذكر أن من فعل ذلك وتزوج واحدة منهن فهو زان. والآية خاصة في تحريم نكاح المعلنة بزناها. وهذا قول ابن عباس في رواية عطاء (٣).
وروى عطاء عن ابن عباس -في هذه الآية- قال: يريد لا يحل لمؤمن أن يتزوج زانية مشهورة بالزنّا ولا عابد صنم، ولا يحل لمؤمنة أن تتزوج مشركًا من عبدة الأصنام ولا مشهورًا بالزنا.
ومذهب مجاهد -في هذه الآية- أنَّ التحريم لم يكن إلا على أولئك خاصة دون الناس (٤).
ومذهب سعيد بن المسيب: أن هذه الآية منسوخة، نسختها التي بعدها وهي قوله: ﴿وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ﴾ [النور: ٣٢] قال: فيقال إن الزواني من أيامى المسلمين (٥).

(١) انظر: "الطبري" ٧١/ ١٨ - ٧٣، والثعلبي ٣/ ٦٨ أ، و"الدر المنثور" للسيوطي ٦/ ١٢٧ - ١٣٠.
(٢) انظر: "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٢٤٥، و "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ٢٩.
(٣) روى الطبري ١٨/ ٧٢ معنى هذا عن عطاء وفي آخره: قيل له -يعني لعطاء- أبلغك عن ابن عباس؟ قال: نعم.
(٤) ذكر هذا القول عن مجاهد: أبو عبيد في "الناسخ والمنسوخ" ص ١٠١ بعد أن روى عنه أنَّه قال -في قوله ﴿الزَّانِي لَا يَنْكِحُ﴾ الآية-: كان رجالٌ يريدون الزنا بنساء زوان بغايا معلنات، كنَّ كذلك في الجاهلية، فقيل لهم: هذا حرام، فأرادوا نكاحهن فحرم عليهم نكاحهن.
(٥) رواه أبو عبيد في "الناسخ والمنسوخ" ص ١٠٠، وسعيد بن منصور في "تفسيره" (ل ١٥٧ ب)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" ٤/ ٢٧١، والطبري ١٨/ ٧٤ - ٧٥، =


الصفحة التالية
Icon