رواية عطاء-: أن الآية خاصة في تحريم أولئك الزواني المعروفة.
وتخبط صاحب النظم في هذه الآية، وأتى بكلام مستكره (١) لم يفد في شيء منه إلا في وجه بعيد ذكره من القلب على غير ما ذكرنا، وهو أنه قال: يعرض في هذه الآية بعض القلب كما عرض في قوله ﴿مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ﴾ [مريم: ٣٥] [على تأويل: ما كان الله ليتخذ من ولد] (٢) فيكون التأويل في قوله ﴿الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً﴾ [النور: ٣] أي الناكح (٣) زانية أو مشركة لا يكون إلا زانيًا؛ بمعنى: من نكح زانية أو مشركة فهو زان؛ لأنَّه لا ينكح زاينة إلا وهو راض بزناها، ولا يكون راضيًا بزناها إلا وهو أيضًا يزني، وذلك لا ينكح مشركة إلا وهو راض بالزنا، لأن المشركة محرمة عليه. وذلك المرأة إذا نكحت زانيًا أو مشركًا فقد رضيت بذلك، ولا تكاد ترضى به إلا وهي تفعله. هذا [كلامه] (٤).
٤ - ﴿وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ﴾ القول في محل (الذين) من الإعراب كالقول في محل (الزانية والزاني) في قوله ﴿الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي﴾ الآية (٥).
قال الكلبي: ﴿يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ﴾ يقذفون بالفرية الحراير المسلمات العفايف عن الفواحش (٦). وهذا قول المفسرين (٧).

(١) في (أ): (مستكو).
(٢) ساقط من (ع).
(٣) في (ع): (التناكح).
(٤) ساقط من (ع).
(٥) فصل "الذين" رفع بالابتداء، وخبره إما محذوف، أو جملة ﴿فَاجْلِدُوهُمْ﴾
انظر: "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٣٠، "الإملاء" للعكبري ٢/ ١٥٣، "الدر المصون" ٨/ ٣٨١.
(٦) ذكر البغوي ٩/ ١٠ هذا المعنى، ولم ينسبه لأحد.
(٧) انظر: "الطبري" ١٨/ ٧٥ - ٧٦، والثعلبي ٣/ ٦٨ ب.


الصفحة التالية
Icon