عام (١).
﴿سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا﴾ التغيظ: الاغتياظ، يقال اغتاظ عليه، وتَغيَّظ عليه، بمعنى: أنكر عليه أمرًا، وغضب عليه، وغظته أغيظه غيظًا إذا حملته علي الغضب. ومنه قوله تعالى: ﴿وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ﴾ [الشعراء: ٥٥] ويقال أيضًا: تغيظت الهاجرة إذا اشتد حَمْيُها (٢). قال الأخطل:

لدُنْ غُدْوَةً حتى إذا ما تغَيَّظَتْ هواجِرُ من شعبانَ حامٍ أصيلُها (٣)
= عنه ابن حجر: مقبول. "التقريب" ص ٧٧٩. والحديث أخرجه ابن أبي حاتم ٨/ ٢٦٦٧، بسنده عن خالد بن دُريك، عن رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- مع اختلاف في المتن بين الطريقين. وخالد بن دريك، ثقة لكنه يرسل. "جامع التحصيل في أحكام المراسيل" ص ٢٠٥. و"التقريب" ص ٢٨٥. وأخرجه الثعلبي في تفسيره ٨/ ٩٣ ب، من طريق خالد بن دريك. وذكر البغوي في تفسيره ٦/ ٧٤، هذا الأثر، وحكم عليه بالثبوت، ولم يذكر إسناده، ولا من خرجه. ونسبه السيوطي، في "الدر المنثور" ٦/ ٢٣٨ لعبد بن حميد، وابن المنذر. وذِكر الواحدي -رحمه الله- لهذا الحديث للدلالة على إثبات ظاهر الآية، وهذا مسلك حسن. قال ابن عطية ١١/ ١١، بعد أن ذكر أن الآية محتملة للحقيقة والمجاز: إلا أنه ورد حديث يقتضي الحقيقة في هذا.. ثم ذكر هذا الحديث.
(١) في "تنوير المقباس" ص ٣٠١: خمسمائة عام. وكذا في "تفسير الهوّاري" ٣/ ٢٠٣. وذكره السمرقندي ٢/ ٤٥٥، ولم ينسبه. وقول مقاتل في "تفسيره" ص ٤٣. وقول السدي أخرجه ابن أبي حاتم ٨/ ٢٦٦٧. وذكره ابن كثير ٦/ ٩٦، وابن الجوزي ٦/ ٧٥. وذكر هذا القول عن الكلبي، والسدي: البغوي ٦/ ٧٤.
(٢) "تهذيب اللغة" ٨/ ١٧٣ (غاظ)، ولم ينسبه.
(٣) "ديوان الأخطل" ص ٥٦٩، ورواية الديوان: تقيضت. ورواية الواحدي مطابقة لرواية الأزهري: تغيظت، "تهذيب اللغة" ٨/ ١٧٣، (غاظ). يصف المطايا التي حملت معشوقته، والمشاق التي تلقتها المطايا بسبب الحر. "شرح ديوان الأخطل" ٥٦٧.


الصفحة التالية
Icon