اشتدَّ الحرُّ، وإن لم يكن مع ذلك نوم.
والدليل على ذلك: أن الجنة لا نوم فيها (١).
قال ابن مسعود وابن عباس: لا ينتصف النهار من يوم القيامة حتى يقيل أهل النار في النار، وأهل الجنة في الجنة (٢).
وقال مقاتل: يخفف الحساب على أهل الجنة حتى يكون مقدار نصف النهار من أيام الدنيا، ثمَّ يقيلون من يومهم ذلك في الجنة فيما يشتهون من التحف والكرامة (٣). وهذا هو معنى ما روي عن أهل التفسير: أنَّ أهل الجنة يصيرون إلى أهليهم في الجنة وقت نصف النهار (٤).
٢٥ - قوله تعالى: ﴿وَيَوْمَ تَشَقَّقُ﴾ (٥) عطف على قوله: ﴿يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ﴾ و ﴿تَشَقَّقُ﴾ يجوز فيه أمران؛ أحدهما: أنه يراد به الآتي.

(١) "تهذيب اللغة" ٩/ ٣٠٦ (لقي) س.
(٢) ذكر نحوه ابن جرير ١٩/ ٥، عن ابن جريج، وفيه أنه قال: وفي قراءة ابن مسعود: ثم إن مقيلهم لإلى الجحيم. ولم ينسبه لابن عباس. وذكر رواية أخرى عن ابن عباس قريبة من السياق، وليست مطابقة وأخرجه ابن أبي حاتم ٨/ ٢٦٨٠، بسنده عن ابن مسعود، مع القراءة التي ذكرها ابن جرير. وهو بنصه في "الوسيط" ٣/ ٣٣٨. ونسب هذا القول الثعلبي ٩٤ ب، لابن مسعود، وذكر نحوه عن ابن عباس. وهو عند ابن كثير ٦/ ١٠٤، عن ابن مسعود. وأخرجه الحاكم ٢/ ٤٣٦، وقال: حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
(٣) "تفسير مقاتل" ص ٤٤ ب، مختصرًا.
(٤) "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ٦٤. بنصه. قال الهوَّاري ٣/ ٢٠٧: قال بعضهم: وبلغنا عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: إنَّي لأعلم أي ساعة يدخل أهل الجنة الجنة، قبل نصف النهار حين يشتهون الغداء. وأخرجه ابن أبي حاتم ٨/ ٢٦٨٠، عن سعيد بن جبير، والضحاك، وعكرمة.
(٥) أخرج ابن أبي حاتم ٨/ ٢٦٨٢، عن مجاهد أنه يوم القيامة.


الصفحة التالية
Icon