سبع سنين على سبعة أبكار، قال: فالتقى الروم وفارس، فغلبهم الروم، فجاء جبريل بهزيمة فارس وظهور الروم عليهم، ووافق ذلك يوم بدر (١).
وقال: سعيد بن جبير عن ابن عباس: لما غلبت فارس الروم وفرح المشركون بذلك، ذكروا ذلك لأبي بكر؟ فذكره أبو بكر لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أما إنهم سيغلبون فارس" فذكر أبو بكر لهم: إن الروم سيغلبون ثم عقدوا عقد الرهان على ما ذكرنا (٢).
قال أبو إسحاق: وهذه من الآيات التي تدل على أن القرآن من عند الله -عز وجل-؛ لأنه أنبأ بما سيكون وهذا لا يعلمه إلا الله (٣).
وقال جماعة من المفسرين: صاحب القمار من جهة المشركين كان أبيِّ بن خلف، وكان الخَطَر بينهم: مائة من الإبل (٤).
وقوله: ﴿فِي بِضْعِ سِنِينَ﴾ أجمع المفسرون: أن الروم غلبت فارس بعد ما أخبر الله بهذه الآية أنهم سيغلبون في السنة السابعة (٥).

(١) أخرجه عنه ابن جرير ٢١/ ١٩، مختصرًا.
(٢) أخرجه ابن جرير ٢١/ ١٦، من طريق سعيد بن جبير. وأخرجه الحاكم ٢/ ٤٤٥، كتاب التفسير، رقم (٣٥٤٠)، من طريق سعيد أيضًا، وقال: على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وأخرجه من طريق سعيد أيضًا الترمذي ٥/ ٣٢٠، كتاب: التفسير، رقم (٣١٩٣)، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب. وهو في "صحيح سنن الترمذي" ٣/ ٨٧، رقم (٢٥٥١).
(٣) "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ١٧٥.
(٤) أخرجه ابن جرير ٢١/ ١٩، عن عكرمة، وقتادة "تفسير الثعلبي" ٨/ ١٦٤ ب، ولم ينسبه.
(٥) "تفسير مقاتل" ٧٧ أ. وليس فيه ذكر السنة، بل ذكر فيه أن ذلك وقع في سنة الحديبية، وقد وقع صلح الحديبية في شهر ذي القعدة من السنة السادسة. "السيرة النبوية" لابن هشام ٣/ ٣٢١، والفصول في سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ١٨٤. وذكر سبع =


الصفحة التالية
Icon