من قبل المغرب من ناحية مكي، أبو سفيان في قريش ومن اتبعه (١).
وقال الكلبي على الضد مما ذكرنا فقال: من فوقكم يريد من مكة، ومن أسفل منكم يريد أسد وغطفان (٢). ونحو ذلك قال الفراء: من فوقكم مما يلي مكة، ومن أسفل منكم مما يلي المدينة (٣).
قوله: ﴿وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ﴾ ومعنى زاغت في اللغة: عدلت ومالت، يقال: زاغت الشمس تزيغ زيوغًا وزيغانًا (٤)، قال قتادة ومقاتل: شخصت فرقًا (٥)، والشخوص غير الزيغ؛ لأن الشخوص هو أن يفتح [عينه] (٦) ينظر إلى الشيء فلا يطرف؛ يقال: شخص بصر الميت (٧). وإنما فسروا الزيغ بالشخوص هاهنا. لأن المعنى أن الأبصار مالت عن كل شيء فلم تنظر إلا إلى هؤلاء الذين أقبلوا من كل جانب، كأنها اشتغلت عن النظر إلى شيء آخر فمالت عنه وشخصت بالنظر إلى الأحزاب.

عمر -رضي الله عنه-، وخرج إلى العراق فحسن بلاؤه في الفتوح، واستثهد بنهاوند. انظر: "الاستيعاب بحاشية الإصابة" ١/ ٢٢٩، "الإصابة" ١/ ٢٢٦، "الأعلام" ٣/ ٢٣٠.
(١) "الثعلبي" ٣/ ١٨٦ وما بعدها، "تفسير الطبري" ٢١/ ١٢٩ وما بعدها، "القرطبي" ١٤/ ١٤٤.
(٢) ذكره ابن كثير ٣/ ٤٧٤، ولم ينسبه للكلبي وإنما هو من رواية حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- في حديثه الطويل المشهور بشأن تلك الغزوة.
(٣) "معاني القرآن" ٢/ ٣٣٦
(٤) انظر: "اللسان" ٨/ ٤٣٢ (زيغ)، "الصحاح" ٤/ ١٣٢٠ (زيغ).
(٥) "تفسير مقاتل" ٢/ ٢٣٢، وذكره الطبري ٢١/ ١٣١، وعبد الرزاق في "تفسيره" ٢/ ١١٣ منسوبًا لقتادة.
(٦) ما بين المعقوفين طمس في (ب).
(٧) انظر: "تهذيب اللغة" ٧/ ٧١ (شخص)، "اللسان" ٧/ ٤٥ (شخص).


الصفحة التالية
Icon