قال الكلبي: مالت أبصارهم إلا من النظر إليهم (١).
وقال الفراء: زاغت عن كل شيء فلم تلتفت إلا إلى عدوها (٢). متحيرة تنظر إلى عدوها، وهذا الذي ذكره شرح شاف.
قوله تعالى: ﴿وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا﴾ االحنجرة: جوف الحلقوم، وكذلك الحنجور. قال قتادة: شخصت من مكأنها فلولا أنه ضاق الحلقوم عنها أن تخرج لخرجت (٣). قال عكرمة: لو أن القلوب تحركت أر زالت لخرجت نفسه، ولكن إنما هو الفزع (٤).
قال ابن قتيبة: معناه وكادت القلوب تبلغ الحناجر (٥). و (كاد) مضمر في الآية.
قال ابن الأنباري: وهو غلط؛ لأن كاد لا يضمر ولا يعرف معناه إذا لم يوجد مظهر (٦). فإنه ولو جاز هذا لجاز: قام عبد الله بمعنى كاد عبد الله يقوم، فيكون تأويل قام عبد الله لم يقم عبد الله، والمعنى ما ذهب إليه الفراء، وهو أنهم جبنوا وجزع أكثرهم. وسبيل الجبان إذا اشتد خوفه أن

(١) لم أجد من نسب هذا القول للكلبي، وذكر نحوه الطرسي في "مجمع البيان" ٨/ ٥٣٢، ولم ينسبه لأحد، كما ذكره ابن الجوزي في "زاد المسير" ٦/ ٣٥٨، ولم ينسبه لأحد.
(٢) "معاني القرآن" ٢/ ٣٣٦.
(٣) "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ١١٣، وذكره السيوطي في "الدر" ٦/ ٥٧٦ عنه وقال: أخرجه عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٤) "تفسير الطبري" ٢١/ ١٣١، وذكره السيوطي في "الدر" ٦/ ٥٧٦ عنه، وقال: أخرجه ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر.
(٥) "تفسير غريب القرآن" ص ٣٤٨.
(٦) ذكره ابن الجوزي في "زاد المسير" ٦/ ٣٥٨ عن ابن الأنباري.


الصفحة التالية
Icon