وقال الزجاج: أي قيل لهم: كونوا على المسلمين مظهرين الفتنة لفعلوا ذلك (١).
قال ابن عباس ومقاتل: يقول الله لو أن الأحزاب دخلوا المدينة ثم أمروهم بالشرك لأشركوا (٢).
وقال الكلبي (٣): يقول لو دخل عليهم من أطراف المدينة الخيل والرجال، ثم دعوهم إلى الشرك بالله لأعطوا ذلك وهو قوله: ﴿لَآتَوْهَا﴾ أي: لما امتنعوا منها. وقرأ الحجازيون: لأتوها قصرًا أي: لفعلوها (٤).
قال الفراء: من قولك: أتيت الشيء إذا فعلته، تقول: أتيت الخير أي فعلت الخير، والمعنى: ثم سئلوا فعل الفتنة لفعلوها (٥).
وقال الزجاج: من قرأ بالقصر كان المعنى لقصدوها (٦). والاختيار المد؛ لقوله: سئلوا، فالإعطاء مع السؤال حسن. قاله الفراء وأبو علي (٧).
وقال أبو عبيد (٨) قد جاءت الآثار في الذين كانوا يفتنون بالتعذيب في الله أنهم أعطوا ما سألهم المشركون غير بلال، وليس في شيء من الحديث أنهم جاءوا ما سألوهم، ففي هذا اعتبار للمد.
(٢) انظر: "مجمع البيان" للطبرسي ٨/ ٥٤٥. "تفسير ابن عباس" ص ٣٥١، "تفسير مقاتل" ٨٩ أ.
(٣) لم أقف على قول الكلبي.
(٤) انظر: كتاب "الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها" ٢/ ١٩٦.
(٥) لم أقف على قول الفراء في معاني القرآن له، ولا فيما لدي من مراجع.
(٦) "معاني القرآن وإعرابه" ٤/ ٢٢٠.
(٧) "معاني القرآن" ٢/ ٣٣٧، "الحجة للقراء السبعة" ٥/ ٤٧٢.
(٨) لم أقف على قول أبي عبيد.