الفرار إن فررتم إلا مدة آجالكم. قال الربع بن خيثم (١): القليل ما بينهم وبين الأجل (٢).
وقال الكلبي: تمتعون إلى آجالكم، وهو القليل؛ لأن كل ما هو آت قريب (٣).
١٧ - ثم أخبر أن ما قدر عليهم وأراده بهم لم يدفع عنهم بقوله: ﴿قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ﴾ أي: يجيركم ويمنعكم منه. ﴿إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا﴾ قال الكلبي: هلاكًا (٤). وقال مقاتل: يعني الهزيمة (٥). ﴿أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً﴾ قال: يعني: خير، وهو النصر (٦). وقال الكلبي: هي العافية (٧). هذا كله أمر للنبي -صلى الله عليه وسلم- أن يخاطبهم بهذه الأشياء، ثم يخبر عنهم مؤكدًا لما سبق بقوله: ﴿وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا﴾ قال ابن عباس ومقاتل: يعني قريبًا ينفعهم ولا ناصرًا ينصرهم (٨).

(١) هو: الإمام العابد أبو يزيد الربيع بن خيثم الثوري الكوفي، أدرك زمان النبي -صلى الله عليه وسلم- وأرسل عنه، وكان يعد من عقلاء الرجال، روى عن عبد الله بن مسعود، وأبي أيوب الأنصاري وغيرهما، وعنه روى الشعبي والنخعي ومنذر الثوري وغيرهم، توفي رحمه الله قبل سنة ٦٥ هـ
انظر: "الطبقات الكبرى" ٦/ ١٨٢، "حلية الأولياء" ٢/ ١٠٥، "السير" ٤/ ٢٥٨.
(٢) انظر: "تفسير الطبري" ٢١/ ١٣٨، "تفسير ابن أبي حاتم" ٩/ ٣١٢١، وأورده السيوطي في "الدر" ٦/ ٥٦٠، وزاد نسبته لابن أبي شيبة وابن المنذر.
(٣) لم أقف عليه عن الكلبي، وأورده القرطبي ١٤/ ١٥١، ولم ينسبه.
(٤) لم أقف على هذا القول.
(٥) "تفسير مقاتل" ٨٩ ب.
(٦) المرجع السابق.
(٧) انظر: "تنوير المقباس" بهامش المصحف ص ٤٢٠.
(٨) "تفسير مقاتل" ٨٩ ب، ولم أقف على من نسبه لابن عباس.


الصفحة التالية
Icon