الأعاجم ويحدث بها أهل مكة، ويقول: محمد يحدثكم أحاديث عاد وثمود، وأنا أحدثكم حديث (١) فارس والروم وملوك الحيرة (٢).
قال مقاتل: لهو الحديث: باطل الحديث، يعني باع القرآن بالحديث الباطل حديث رستم وأسفنديار، فزعم أن القرآن مثل حديث الأولين (٣). وهذا القول هو [قول] (٤) الفراء وابن قتيبة (٥)، وهو قول ابن عباس في رواية عطاء قال: ومن يشتري (٦) هو النضر بن الحارث خرج إلى الحيرة فاشتري أحاديث الأولين، وجاء بها إلى مكة، واجتمع إليه المشركون يقرأها عليهم، ويقول: أنا اقرأ عليكم كما يقرأ عليكم محمد أساطير الأولين. هذا قول معمر (٧) (٨).

(١) في (ب): (أحاديث).
(٢) انظر: "تفسير مقاتل" ٨١/ أ، "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٣٢٦، "تفسير الماوردي" ٤/ ٢٩، "زاد المسير" ٦/ ٣١٦. والحيرة: بالكسر ثم السكون مدينة كانت على ثلاثة أميال من الكوفة، على موضع يقال له: النجف، زعموا أن بحر فارس كان يتصل بها.
انظر: "معجم البلدان" لياقوت ٢/ ٣٢٨.
(٣) "تفسير مقاتل" ٢/ ٨١ أ.
(٤) ما بين المعقوفين ساقط من (أ).
(٥) انظر: "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٣٢٦ ونسبه لابن عباس، "غريب القرآن" لابن قتيبة ص ٣٤٤.
(٦) في (أ): زيادة (قال)، وهو خطأ.
(٧) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" ١٤/ ٥٢، وذكره الفراء في "معاني القرآن" ٢/ ٣٢٦ غير منسوب لأحد.
(٨) هو: الإمام الحافظ شيخ الإسلام أبو عروة بن أبي عمرو الأزدي مولاهم البصري نزيل اليمن، صاحب الزهري كهلًا، وأقدم شيوخه موتًا قتادة. ولد سنة خمس أو ست وتسعين، ارتحل في طلب الحديث إلى اليمن، فلقي بها همام بن منبه =


الصفحة التالية
Icon