والقرآن المجيد لقد عجبوا) (١).
وذهب أبو حاتم إلى هذا القول الذي يروى عن قتادة (٢). وحكاه الأخفش أيضًا فقال: المعنى بل الذين كفروا في عزة وشقاق والقرآن ذي الذكر (٣).
قال الأخفش: (وهذا يقوله الكوفيون وليس بالجيد في العربية لو قلت: والله قام، وأنت تريد: قام والله لا يحسن أنها لليمين مواضع خاصة يقع فيها إذا أزلتها عنها لم يحسن) (٤).
قال النحاس: (هذا خطأ على مذهب النحويين؛ لأنه إذا ابتدأ بالقسم وكان الكلام معتمدًا عليه لم يكن بد من الجواب، وأجمعوا على أنه لا يجوز: والله قام عمرو بمعنى قام عمرو والله؛ لأن الكلام معتمد على القسم) (٥).
قال الأخفش وذكر وجها آخر: يجوز أن يكون لـ ﴿ص﴾ معنى يقع على القسم، لا ندري نحو ما هو كأنه كقوله: الحق والله (٦). وهذا الذي قاله الأخفش صحيح المعنى على قول من يقول ﴿ص﴾ الصادق الله أو صدق محمد، وهذا الوجه ذكره الفراء أيضًا فجعل ﴿ص﴾ جواب القسم،
(٢) انظر القول منسوبًا لأبي حاتم وقتادة في: "القطع والائتناف" ص ٦١٥.
(٣) انظر: "تفسير القرطبي" ١٥/ ١٤٤، "المحرر الوجيز" ٤/ ٤٩١، "البحر المحيط" ٧/ ٣٦٧، "زاد المسير" ٧/ ٩٩.
(٤) لم أقف عليه عن الأخفش. وانظر: "القطع والائتناف" ص ٦١٥.
(٥) "القطع والائتناف" ص ٦١٥.
(٦) لم أقف عله عن الأخفش. انظر: "المصدر السابق" ص: ٦١٥ فقد ذكر هذا القول.