بل جوزتيها كظهر الحجفتْ (١)
وإن تترك في الحرف ولا تقلب أجدر، فبهذا ترجح هذا القول على قول الكسائي في القياس) (٢) انتهى كلامه.
وقياس قول الكسائي أن هذه التاء هاء في الأصل، ثم تصير تاء في الوصل، فإذا ترك الوصل عاد إلى ما كان نحو: قاعدة وضاربة (٣).
وعند أبي إسحاق وأبي علي لم تكن هاء قط هو تاء في الأصل والوقف كالتاء التي في: ذهبت، وقعدت. وهذا هو الأشبه لما ذكره أبو علي من الحرف بالفعل أشبه منه بالاسم، وقال الفراء: (الوقف على لات بالتاء) (٤).
فهذه ثلاثة أوجه في الوقف: أحدهما: لات بالتاء، والثاني: لاه بالهاء، والثالث: لا، وهو مذهب أبي عبيد.
قال الفراء: (والكلام أن ننصب تاء لات؛ لأنها في معنى ليس، أنشدني المفضل:

(١) جزء من بيت، وتمامه:
قد تبلت فؤاده وشغفت بل جَوْزِتيهاء كظهر الحجفتْ
وهو من الرجز لسؤر الذنب.
انظره مع أبيات أخرى في: "اللسان" ٩/ ٣٩ (حجف). ١١/ ٧٠ (بلن). "تاج العروس" ٢٣/ ١١٩ (حجف). وبلا نسبة في "رصف المباني" ص ٢٣٢، ٢٣٨، ٢٦٩، "المحتسب" ٢/ ٩٢.
(٢) "الإغفال فيما أغفله الزجاج من المعاني"، رسالة ماجستير أعدها: محمد حسن إسماعيل، كلية الآداب، جامعة عين شمس- مصر. ص ١١٩٣ - ١١٩٤.
(٣) "معاني القرآن" ٢/ ٣٩٨.
(٤) انظر قول الكسائي في "إعراب القرآن" للنحاس ٢/ ٧٨١، "القرطبي" ١٥/ ١٤٦.


الصفحة التالية
Icon