قال ابن قنيبة: (وجر العرب بها يفسد مذهب أبي عبيد؛ لأنهم إذا جروا ما بعدها جعلوها كالمضاف للزيادة واحتجاجه بقوله: القاطعون تحين. فإن ابن الأعرابي قال: إنما هو القاطعونه بالهاء، فإذا وصلت صارت الهاء تاء، قال: وسمعتُ الكِلَّابي (١) ينهى رجلاً عن عمل، فقال له: حسبكلآن (٢) أراد حَسْبُكهُ الآن، فلما وصل صارت الهاء تاء) (٣).
قال أبو إسحاق: (الكسر بها شاذ، شبيه بالخطأ عند البصريين، ولم يرو سيبويه والخليل الكسر، والذي عليه العمل النصب والرفع. قال الأخفش: إن لات حين نصب حين بلا، كما تقول: لا رجل في الدار، ودخلت التاء للتأنيث) (٤).
قوله: ﴿وَعَجِبُوا﴾] (٥) قال صاحب النظم: هذا منظوم بقوله: ﴿بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ﴾؛ لأنه منسوق عليه بالواو. قوله تعالى: ﴿وَكَمْ أَهْلَكْنَا﴾ معترض وليس من النصب في شيء.
انظر: "سير أعلام النبلاء" ١٦/ ٥٥٧، "شذرات الذهب" ٣/ ١٤٧، "العبر" ٣/ ٦١.
(٢) في "تأويل المشكل" ص ٥٣١: (حسبَك تلان).
(٣) "تأويل المشكل" ص ٥٣٠ - ٥٣١.
(٤) "معاني القرآن وإعرإبه" ٤/ ٣٢١.
(٥) ما بين المعقوفين بياض في (ب).