على (١) الأول طلبا للتشاكل، وقد أجري على التشاكل ما لا يصح (٢) في المعنى كقوله:
فَنَجْهَلَ فوْقَ جَهْلِ الجَاهِلِينَا (٣)
وقوله تعالى: ﴿فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ﴾ (٤) [البقرة: ١٩٤] فلأن يجرى للتشاكل ما يصح في المعنى أولى (٥). وأيضا فإنهم كانوا يخادعون أنفسهم بالتسويف والتشكيك إذ (٦) نازعتهم دواعي الإيمان، ودعتهم خواطر الحق، كانوا يقابلون (٧) ذلك بالجحد والتكذيب وترك النظر، والخاطران في قلب واحد إذا كانا يتعارضان جعلا بمنزلة نفسين (٨)

(١) في (ب): (أجزى الثاني عن الأول).
(٢) عبارة أبي علي في "الحجة": (وإذا كانوا قد استجازوا لتشاكل الألفاظ وتشابهها أن يجروا على الثاني طلبا للتشاكل ما لا يصح في المعنى على الحقيقة، فأن يلزم ذلك ويحافظ عليه فيما يصح في المعنى أجدر وأولى، وذلك نحو: ألا لا يجهلن...) ١/ ٣١٥، ٣١٦.
(٣) عجز بيت من معلقة عمرو بن كلثوم وصدره:
ألا لا يجهلن أحد علينا
والشاهد فيه: أنه جعل انتصاره جهلا طلبا للمشاكلة، وتسمية للفعل الثاني بالفعل الأول المسبب له. انظر: "الحجة" ١/ ٣١٦، "شرح القصائد المشهورات" للنحاس ٢/ ١٢٥، "البحر المحيط" ١/ ٥٧.
(٤) والشاهد فيها: أنه سمى القصاص عدوانا، من باب التشاكل اللفظي.
(٥) في (ب) (أولا) ذكره أبو علي في "الحجة" ١/ ٣١٥، ٣١٦، وانظر "الكشف عن وجوه القراءات" ١/ ٢٢٥، "البحر المحيط" ١/ ٥٧.
(٦) في (ب): (إذا) ولعله أصوب.
(٧) في (أ)، (ج): (يقاتلون).
(٨) في (ب): (تفسير). انظر: "الحجة" ١/ ٣١٧، "البحر المحيط" ١/ ٥٧.


الصفحة التالية
Icon