الله) اسماً لجميع الإيمان.
وعلى هذا قوله: ﴿وذلك﴾ مبتدأ ثان و ﴿الكتاب﴾ (١) خبره، وهما جميعا خبر للمبتدأ الأول (٢)، لأنهما صارا قصة وشأنا، مثل قولك: (زيد أبوه قائم) و (عمرو وجهه حسن).
وزعم قطرب (٣): أن هذه الحروف المقطعة ذكرت في القرآن لتدل على أن هذا القرآن المؤلف من هذه الحروف المقطعة التي هي مقدورة للمشركين في تخاطبهم، فلولا أنه من عند الله نزل وأنه معجز في نفسه، وإلا وهلا جئتم بمثله لأنكم (٤) متمكنون من المخاطبة بهذه الحروف. (٥)
وحكي عنه- أيضا- قول آخر، وهو أنه قال (٦): يجوز أن يكون لما لغا القوم في القرآن فلم يتفهموه (٧) حين قالوا: ﴿لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ (٨) وَالْغَوْا فِيهِ﴾ [فصلت: ٢٦] أنزل الله سبحانه هذه الحروف المقطعة، ولم

(١) في (ج): (بالكتاب).
(٢) انظر "تفسير الثعلبي" ١/ ٤٢/ ب، "مشكل إعراب القرآن" ١/ ١٦، وابن عطية ١/ ١٤٣، "البحر" ١/ ٣٦.
(٣) هو محمد بن المستنير المعروف بـ (قطرب) أحد العلماء المشهورين بالنحو واللغة، أخذ عن سيبويه، مات سنة ست ومائتين. انظر ترجمته في: "طبقات النحويين واللغويين" ص ٩٩، "تاريخ بغداد" ٣/ ٢٩٨، "معجم الأدباء" ١٩/ ٥٢، "إنباه الرواة" ٣/ ٢١٩، "المزهر" ٢/ ٤٠٥.
(٤) في (ب): (وأنتم).
(٥) ذكر المؤلف قول قطرب بمعناه، وتصرفه في اللفظ أخل به، انظر نص قوله في "معاني القرآن" للزجاج ١/ ١٩، "تهذيب اللغة" ١/ ٨٩، "اللسان" ١/ ١٥.
(٦) (قال) ساقط من (ب).
(٧) في (ب): (يتفهموا).
(٨) في (ب): (القول) تصحيف في الآية.


الصفحة التالية
Icon