والباقون يقتصرون على الضمة والكسرة (١).
وأصل (الهاء) في ﴿فيه﴾ الضم، لأن الأصل (فيهو) كما ذكرنا في (عليهو) ثم كسرت (الهاء) للعلة التي ذكرنا في (عليهم) (٢) فمن اقتصر على الضمة والكسرة قال: إن (الهاء) حرف خفي (٣)، فإذا اكتنفها (٤) ساكنان من حروف اللين صار كأن الساكنين قد التقيا (٥)؛ لخفاء (الهاء)، وأنهم لم يعتدّوا بها حاجزًا (٦) للخفاء في مواضع.
ألا ترى أن من قال: (رُدُّ)، فأتبع الضمة الضمة، فإذا وصل الفعل بضمير (٧) المؤنث قال: (ردَّها)، فلم يتبع الضم الضم، كما كان يتبع قبل، لأنه جعله بمنزلة (رُدَّا) وفي (رُدَّا) لا يمكن إتباع الضم الضم، وفي (رُدَّها) (٨)

= أبو معبد العطار الداري الفارسي الأصل، إمام أهل مكة في القراءة، من التابعين، أحد السبعة الذين أثبت ابن مجاهد قراءتهم في كتابه. (٤٥ - ١٢٠)، انظر ترجمته في "معرفة القراء الكبار" ١/ ٨٦، "غاية النهاية" ١/ ٤٤٣.
(١) انظر: "السبعة" ص١٣١، ١٣٠، "الحجة" ١/ ١٧٥ - ١٧٧، "الكشف" لمكي ١/ ٤٢.
(٢) إشارة إلى ما سبق في الفاتحة في القراءات في قوله (عليهم) وانظر العلة التي ذكرها أبو علي في "الحجة" ١/ ٢٠٧.
(٣) نقل المؤلف من "الحجة"، قال أبو علي: (ومما يحسن الحذف هاهنا -مع ما ذكرنا من اجتماع المتشابهة- أن (الهاء) حرف خفي..... إلخ) "الحجة" ١/ ٢٠٩.
(٤) في (ج): (فإذا كثفها).
(٥) في (ب). (التقتا).
(٦) كلمة (حاجزا) ليست عند أبي علي١/ ٢٠٩.
(٧) في (ب): (لضمير).
(٨) عبارة أبي علي: (.. بمنزلة (ردَّا)، فكما لم يعتد بها هاهنا، وجعلت الدال في حكم الملازقة للألف، كذلك إذا لم يعتد بها في نحو: فيهي..) "الحجة" ١/ ٢٠٩.


الصفحة التالية
Icon