فعلى هذا القول (الواو) في قوله ﴿وَالَّذِينَ﴾ لتعديد صفاتهم، فهو عطف صفة على صفة، والموصوف واحد (١)، كما قال:

إلى الملكِ القَرْم وابنِ (٢) الهُمام وليثِ الكتيبةِ في المُزْدحَمْ (٣)
ولم يرد إلا شخصا واحدا.
وقال ابن عباس في رواية أبي صالح، وابن مسعود في رواية مرة (٤): (إن آيتين من أول السورة نزلتا في مؤمني العرب، والآيتان بعدهما نزلتا في مؤمني أهل الكتاب)، لأنه لم يكن للعرب كتاب كانوا مؤمنين به قبل محمد
(١) انظر: "الطبري" ١/ ١٠٧، و"ابن كثير" ١/ ٤٦، "الكشاف" ١/ ١٣٣، ١٣٥.
(٢) في (ج): (بن).
(٣) البيت غير منسوب في "معاني القرآن" للفراء١/ ١٠٥، و"الثعلبي" ١/ ٧٣ أ، "الكشاف" ١/ ١٣٣، و"القرطبي" ١/ ٣٢٨، وابن كثير ١/ ٤٦، "خزانة الأدب" ١/ ٤٥١، ٥/ ١٠٧، ٦/ ٩١، "البحر" ١/ ٢٠٢، "الدر المصون" ١/ ٩٧.
القرم: الفحل المكرم الذي لا يحمل عليه، ويسمى السيد من الناس قرما، والهُمام: من أسماء الملوك، لعظم همتهم، أو لأنه إذا هم بأمر فعله، والكتيبة. الجيش، المزدحم. المعركة، لأنها موضع المزاحمة والمدافعة.
(٤) ذكره ابن جرير بسنده من طريق السدي عن أبي مالك، وعن أبي صالح عن ابن عباس، وعن مرة عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبي - ﷺ - ١/ ١٠٥ - ١٠٦، وانظر ابن كثير ١/ ٤٦. وأبو صالح هو مولى أم هانئ بنت أبي طالب، اسمه (باذان) تابعي وثقه أكثرهم. انظر ترجمته في "الجرح والتعديل" ٢/ ٤٣١، "تهذيب التهذيب" ١/ ٢١١. ومُرَّة هو مُرَّة بن شراحيل الهمداني الكوفي، من كبار التابعين ثقة. انظر ترجمته في "الجرح والتعديل" ٨/ ٣٦٦، "تهذيب التهذيب" ٤/ ٤٨. وقد تكلم أحمد شاكر كلامًا جيدًا وأطال حول هذا الإسناد في حاشية الطبري ١/ ١٥٦ - ١٥٩ (ط. شاكر). أفاد فيه أن للسدي كتابا في التفسير جمع فيه مفرق =


الصفحة التالية
Icon