مَنطِقٌ صائِبٌ وَتَلَحَنُ أَحْيَاناً وَخَيرُ الحَدِيْثِ مَا كَانَ لَحْنَا (١)
يريد أنها تتكلم بالشيء وهي تريد غيره، وتعرض في حديثها فتزيله عن جهته من ذكائها وفطنتها كما قال الله -عز وجل- ﴿وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ﴾ وكما قال القَتَّال الكلابي (٢):
وَلَقدْ وَحَيْتُ لَكُم لِكَيْمَا تَفْهَمُوا وَلَحنْتَ لَحناً لَيْسَ بِالمرْتَابِ (٣)
واللحن في العربية راجع إلى هذا، لأنه العدول عن الصواب، هذا كلامه فيما حكاه حمزة (٤) صاحب الأمثال، وهو سديد، وذكر أبو القاسم الزجاجي رحمه الله معنى اللحن في كلام العرب بأبلغ شرح فقال (٥): أصل (ل ح ن) على هذا الترتيب موضوع للميل عن الشيء والعدول عنه، يقال: لحن فلان في منطقه، إذا أخذ في شيء ترك الظاهر له وعدل عنه إلى غيره،
(١) انظر: "الشعر والشعراء" ص ٥٢٧، "تهذيب اللغة" (لحن) ٥/ ٦١، "اللسان" (لحن) ١٣/ ٣٨٠، "الدر المصون" ٦/ ١٥٧.
(٢) ورد خلاف في اسمه والمشهور: عبد الله بن مجيب بن مضرحى الكلابي أبو المسيب شاعر إسلامي غلب عليه لقب القتال لشجاعته. له ديوان مطبوع وهو من بني أبي بكر بن كلاب بن ربيعة. انظر: "الأغاني" ٢/ ١٥٩، "المحبر" ص ٢٨٨، "الخزانة" ٣/ ٦٨٨، "الشعر والشعراء" ص ٤٧١.
(٣) انظر: "ديوانه" ص ٣٦، "الزاهر" لابن الأنباري ١/ ٣٠٦، واستشهد القرطبي بهذا البيت بهذا اللفظ. انظر ١٦/ ٢٥٣، وهو في "اللسان" بلفظ (لحنت لكم (بدل) وحيت لكم). انظر: "اللسان" (لحن) ١٣/ ٣٨٠، وانظر: "الدر المصون" ٦/ ١٥٧.
(٤) لعله: حمزة بن الحسن الأصبهاني أبو عبد الله إمام لغوي له مؤلفات حسان توفي حوالي ٣٦٠ هـ له كتاب "الأمثال السائرة، والأمثال الصادرة في بيوت الشعر". انظر ترجمته في: "أخبار أصبهان" ١/ ٣٠٠، "الأعلام" للزركلي ٢/ ٣٠٩، "معجم المؤلفين" ٤/ ٧٨.
(٥) لم أقف عليه عند الزجاجي وانظر: "مقاييس اللغة" (لحن) ٥/ ٢٣٩.


الصفحة التالية
Icon