وقال الكلبي ومقاتل (١): نزلت هذه الآية وما قبلها في الأوس والخزرج (٢).
وقال أبو علي الفارسي: اقتتلا بسبب عبد الله بن أبي، وعبد الله بن رواحة (٣) (٤)، وعلى هذا قال مقاتل: بين أخويكم: يعني: الأوس والخزرج (٥).
وقال أبو علي الفارسي: يراد بالأخرين الطائفتان ونحوهما مما يكون كثرة، وإن كان اللفظ لفظ التثنية يرد والمراد به الكثرة والعموم (٦)، وذكرنا شواهد ذلك في قوله: ﴿بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ﴾ [المائدة: ٦٤].

(١) انظر: "تفسير مقاتل" ٤/ ٩٤، وذكر ذلك الماوردي ٥/ ٣٣٠، ونسبه لمقاتل والكلبي والفراء، انظر: "معاني القرآن" للفراء ٣/ ٧١.
(٢) الأوس: بطن من مزيقيا من القحطانية وهم بنو الأوس بن حارثة بن تغلب بن مزيقيا وهم أحد قبيلتي الأنصار، وكان لهم ملك يثرب نزلوها عند خروجهم من اليمن وجاء الإسلام وهم بها، فكانوا أنصارًا للنبي -صلى الله عليه وسلم- انظر: "نهاية الأرب" للقلقشندي ص ٦٥. الخزرج: بطن من مزيقيا من الأزد غلب عليهم اسم أبيهم فقيل لهم الخزرج، وهم المراد عند الإطلاق لهذا الاسم وهم إحدى قبيلتي الأنصار أخوة الأوس ويقال لكليهما بنو قيلة. انظر: "نهاية الأرب" ص ٦٠، "جمهرة أنساب العرب" ص ٣٦٢، "معجم قبائل العرب" ١/ ٣٤٢.
(٣) هو: عبد الله بن رواحة بن ثعلبة الأنصاري من الخزرج أبو محمد يعد من الأمراء والشعراء الراجزين، شهد العقبة مع السبعين من الأنصار، وكان أحد النقباء الاثني عر واستخلفه النبي -صلى الله عليه وسلم- في إحدى غزواته على المدينة، وكان أحد الأمراء في وقعة مؤتة فاستشهد فيها. انظر: "حلية الأولياء" ١/ ١١٨، "الاستيعاب" ٢/ ٢٩٣، "الإصابة" ٢/ ٣٠٦.
(٤) لم أقف عليه.
(٥) انظر: "تفسير مقاتل" ٤/ ٩٤.
(٦) انظر: "الحجة" لأبي علي ٦/ ٢٠٩.


الصفحة التالية
Icon